السؤال
السلام عليكم
أنا فتاة غير متزوجة، عمري 27 سنة، دائما أعاني من مشاكل بالدورة الشهرية، ونزيف شديد خلالها، واضطرابات في موعدها، فممكن تأتي مرتين في الشهر وبعض الأحيان تتأخر، في الفترة الأخيرة جاءتني الدورة ولم ينقطع الدم لمدة تزيد عن 25 يوما، وعندما تكرر الأمر عملت فحصا لقوة الدم bcv، وكانت النتيجة 44%.
مع العلم أن الدم لم يكن منقطعا بعد، وقد زاد وزني وأصبحت آكل بشكل غير طبيعي، أنا بالأصل ﻻ آكل اللحوم أبدا وﻻ البقوليات وﻻ منتجات الألبان؛ لأنها تسبب لي الإمساك، وأعاني من ضيق شديد بالنفس، ودوخة وإعياء عام، وتعرق ليلي، وإمساك ونفخة شديدة، وشعرانية شديدة بالجسم والوجه، فما تشخيصكم؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ rawan حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فما يحدث من اضطراب وعدم انتظام في الدورة الشهرية، ونزولها مرتين في الشهر يسمى غزارة الدورة، أو (polymenorrhagia) وهي نزول الدورة الشهرية مصحوبة بكتل دم متجلطة، ويحدث ذلك بسبب الخلل في التوازن الهرموني بين الهرمونات المسؤولة عن حدوث الدورة الشهرية، حيث يصبح هرمون أستروجين وحدة هو المسؤول عن الدورة، ويقل كثيرا هرمون بروجيستيرون الذي من المفترض زيادته بعد التبويض، حيث يفرز ذلك الهرمون من جراب البويضة، وهذا الخلل يؤدي إلى زيادة سماكة بطانة الرحم على حساب النمو الطبيعي للبطانة، وإلى النزيف المتكرر وزيادة عدد أيام الدورة الشهرية.
ومن بين الأسباب التي تؤدي إلى غزارة الطمث، وجود ما يعرف بمتلازمة المبيض متعدد الكيسات (PCOS)، كذلك فإن زيادة نشاط الغدة الدرقية أو الكسل في نشاطها يؤدي إلى تلك الأعراض، ولذلك يجب فحص صورة دم CBC، وفحص هرمونات الغدة الدرقية TSH- FreeT4، وأخذ العلاج المناسب حسب التحليل.
وحبوب تنظيم الأسرة Cyclo-Progynova تحتوي على هرمونات لتنظيم الدورة، ولإعادة بناء بطانة الرحم لمدة 3 إلى 6 شهور، وبعد ذلك يمكن تناول حبوب تستخدم لإعادة ذلك التوازن وهي حبوب دوفاستون، أقراص تحتوي على هرمون بروجيستيرون صناعي Duphaston 10mg، وتؤخذ قرص واحد يوميا من يوم 15 من بداية الدورة وحتى يوم 25 من بدايتها، ثم تتوقفي عنه حتى تعطي الفرصة للدورة بالنزول، ويتكرر ذلك لمدة 3 أشهر أخرى، وفي حالة نزول الدورة الشهرية بغزارة مثل الفترة السابقة، فيمكن أخذ أقراص بروفين 600 مج بداية من اليوم الرابع للدورة، وحتى يرتفع الدم -إن شاء الله-، وبالتالي سوف تنتظم دورتك الشهرية، ولا داعي للقلق أو الخوف.
وزيادة الوزن هي السبب الرئيسي في مشاكل المبايض، لأن حالة التكيس على المبايض تحدث بسبب السمنة والوزن الزائد، وأولى خطوات علاج التكيس هي إنقاص الوزن من خلال عمل حمية غذائية، وممارسة الرياضة، مع تناول أقراص جلوكوفاج 500 مج مرتين يوميا بعد الغذاء والعشاء لعلاج التكيس، وضبط مستوى الهرمونات، وتنظيم الدورة الشهرية.
ومن الأدوية التي تناسب علاج غزارة الدورة الشهرية وتكرار النزيف هو Ormeloxifene 30 mg، يؤخذ مرتين أسبوعيا لمدة شهرين، ثم مرة واحدة أسبوعيا لمدة 4 شهور.
والشعرانية تأتي من ارتفاع هرمون الذكورة، وهذا الهرمون له مصدران لارتفاعه:
الأول: وهو الشائع من وجود حالة التكيس على المبايض التي ذكرناها، وهذه يمكن تشخيصها من خلال متابعة المبايض بالسونار، ومن حالة ضعف وندرة أو غزارة الدورة الشهرية.
والمصدر الثاني لارتفاع هرمون الذكورة: هو الغدة الكظرية؛ حيث يفرز هرمون الذكورة أصلا من الغدة الكظرية أو الغدة فوق الكلية، ولكن بكمية قليلة جدا تكفي السيدات، ولكي نفرق بين الحالتين هناك اختبار يسمى DHEAS، وهو هرمون يرتفع من وجود نشاط غير عادي في الغدة الكظرية Adrenal gland، وفي حالة وجود هذا الهرمون بنسب طبيعية فالأمر يعود إلى تكيس المبايض، حيث إما في حالة ارتفاعه كثيرا، فهذا يرجع إلى مشكلة في الغدة الكظرية، ويجب مراجعة طبيب غدد صماء وباطنة ومتابعة الحالة معه، ويمكن عمل ليزر للتخلص من الشعر، وهو آمن ولكن يحتاج إلى خبير في العلاج بالليزر.
حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك لما فيه الخير.