السؤال
السلام عليكم
عمري 21 سنة، هناك أمر يزعجني جدا ولم أجد له تفسيرا، ولا أعلم هل أنا على صواب أم لا؟ أختي الكبرى تكبرني بسنة، وأصطدم معها في كل شيء، فكلانا عكس الأخرى، وأنا حساسة جدا وهادئة، أنصت لما حولي أكثر من أن أتكلم، لا أتخذ القرارات بسرعة، ومشكلتي أني أرى والدتي تهتم بها أكثر مني، تثني عليها كثيرا وتنساني، تحمل أمي عنها أعباءها المنزلية وتقوم بها، تذكرها قبل كل شيء، وربما أختي متعلقة بها أيضا، وتتحدث معها معظم اليوم وترافقها بكل شيء، ولو أردت التحدث بشيء ما يخصني لا أجد لي الوقت، وتثني أمي عليها أمام الكل، وأنا يكون نصيبي من عداد السامعين فقط.
قد يخطر في ذهن قارئي أني قد أشعر بالغيرة التي تنتاب الإخوة، ومجرد شعور لا أكثر، لكن ليس أنا من لاحظ هذا، فكل من يأتينا يلاحظ هذا ويتحدث بهذا الشأن، فأنا من أقوم وأفعل وأعمل وأتلقى الأوامر، وحين أناقش أمي بهذا الموضوع وأنه أتعبني، وأستحق أنا الاهتمام أيضا، وقد لا أتمالك شعوري وأبدأ بالبكاء أحيانا، تجيب بأنها تهتم لي، وتثني علي بأنني من يستجيب لندائها بسرعة ومن يلبي ذلك، وأني حساسة لا أكثر، وأن لكل شخص فترة اهتمام، الأكبر فالتالي والتالي، وأختي عندما تسمعني أقول ذلك تنعتني بالغيورة والحسودة، وأن ما بها من تعاسة حظ من عيني وغيرتي، وتنصحني بالتعالج، وأنا أنجرح كثيرا من هذا الكلام، فلم أعد أتحدث وأكتم ما أشعر به، وعلى الرغم من كبري إلا أنه يبكيني هذا الشعور، هل أنا كما تقول أختي حقا؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ هالة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -ابنتنا الكريمة- في الموقع، ونسجل إعجابنا بحسن العرض لهذه الاستشارة، ونؤكد أنك طبيعية، وأن تقصير الوالدة في حقك وعدم تعبيرها بالألفاظ لك عن تقديرها، هذا يعتبر أيضا نوع من الخلل، ولكن أنت أكبر من هذه الأمور، وكلمات الوالدة التي ذكرتها من أنك أنت التي تلبين نداءها، وأنك تسمعين كلامها، فكثير من الأمهات فعلا يقدرن هذا الجانب، ولكن المشكلة في عدم التعبير، والتعبير قد لا يكون لفظيا، لكن رضاها عنك لا شك أنه واضح من خلال هذه الكلمات.
وأيضا ندعوك إلى كسر الحاجز بينك وبين الوالدة، فأنت قلت عن نفسك أنك كثيرة الصمت، هادئة، وربما الثانية تتكلم، فأنت لا بد أن تقتربي من الوالدة وتبوحي عما في نفسك، ولا تحاولي أيضا البكاء، ولكن حاولي أن تعبري عن احتياجاتك، وحاولي أن تقتربي من الوالدة، وأن تكوني إلى جوارها، وأن تشاركي في الحديث إذا تكلمت، ونتمنى أيضا أن تشغلي نفسك مع بقية أفراد الأسرة، واعلمي أنك مأجورة على هذه الطاعة وحسن العمل، وحسن الطاعة للوالدة والقيام بالخدمات.
وقد يكون جزء من كلام الوالدة صحيح، فالكبير ينال اهتماما لفترة معينة ثم يأتي الذي بعده، وإن كنا لا نوافق على هذا، لكن هذا يحصل في بعض البيوت.
واعلمي أنك -ولله الحمد- ناجحة في حياتك، وفي دراستك، والدليل أنك وصلت هذه المراحل، بل الدليل أنك تستوعبين هذه الأمور وتحسنين عرضها، وتتواصلين مع موقعك الذي نشكرك على حسن التواصل معه، ونحب أن نؤكد لك أن الأمور -إن شاء الله تعالى– ستأخذ وضعها الصحيح، فلا تغتمي لكلام الأخت، وهي فعلا ليست لها أن تتكلم بهذا الكلام، ولكن أنت أكبر من مثل هذه الأمور، ولا يوجد بيت فيه عدد من البنات إلا وهناك نوع من الاحتكاكات، فهذه طبيعة البيوت وطبيعة الأبناء والبنات عندما يكونون في مثل هذه الأعمار، وأنت أكبر من هذا، وما بينك وبين أختك أيضا أكبر من مثل هذه الأمور.
فنسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير، ونؤكد أنك طبيعية، وأن مطلبك في مكانه الصحيح، ولكنك أكبر من أن تغضبي لأجل هذه الأمور، وستأخذ الأمور وضعها، ونسأل الله تبارك وتعالى لنا ولك التوفيق والسداد.