أحببت شابا من غير بلدي ولكنّ أهلي لن يوافقوا عليه.. فماذا أفعل؟

0 377

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة عمري 19 سنة، ومشكلتي أكبر مشكلة، وتعبت من الهم والبكاء، ولا أستطيع الدراسة ولا التركيز بشيء، مشكلتي تعرفت على شاب عن طريق النت، أحبني وأحببته، وأصبحنا على علاقة محرمة، وبيننا صور، ولكني تبت إلى الله، وتركته وندمت ندما شديدا، وكنت أبكي من الندم، وابتعدت عنه -والحمد الله- أنا أصلي وأقترب من الله، وشعرت أن الله سامحني، لكن هذا الشاب بعد فترة عاد ليتواصل معي، وطلب مني أن نبدأ صفحة جديدة بالحلال.

أنا متأكدة من حبه وحتى أهله يعرفونني، وقد التزم بالصلاة بعدما كان يقطعها، ويريد أن يخطبني، وأنا أحبه حبا شديدا أصلا، وأعلم أنه يحبني، وأخبرني أنه تاب عن ماضينا، وهو متوكل على الله، لكن المشكلة أنه من بلد، وأنا من بلد أخرى، وأهلي لا يوافقون على شاب من بلد آخر، وأنا لا يمكن أن أعصي أهلي؛ لأني أريد رضا أهلي وربي، لكني أنا حزينة ومقهورة، وأشعر أن الله يعاقبنا على ماضينا.

أنا أحبه وأريده، وقد تركته سابقا؛ لأني شعرت أنه بعيد عن الله، أما اليوم فقد عاد، وهو قريب من الله، يصلي وتائب، ويحبني وأحبه، لكن المشكلة أهلي لا يمكن أن يوافقوا، ثم قمت بصلاة الاستخارة، واستخرت بالقرآن أيضا، وكانت النتيجة سلبية، ومع هذا لا زلت أكلمه، لكن بشكل قليل حتى لا أتعلق أكثر، أرجوكم ساعدوني الاستخارة ضدي، وأهلي ضدي؟ هل معناها أنه لا أمل؟

هو يحبني وأنا أحبه، وهو متوكل على الله هذه المرة، هل معنى الاستخارة سلبية معناها أني لن أتوفق معه؟ ولا يجوز المشي عكسها؟ هل هذا عقاب من الله على ماضينا؟

أنا قريبة من الله وأصلي وأصوم، وندمت على الماضي، وأريد فرصة وصفحة جديدة نبدأ بالحلال، أرجوكم ما الحل تعبت من الدموع والهم وأصبحت أدعو على نفسي أن أموت لأرتاح.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنرحب بك ابنتنا الكريمة في الموقع، ونذكرك بأن التوبة النصوح هي المطلوبة الآن، وهذا الشاب ينبغي أن يتوب أيضا، وأول الخطوات هي أن يطرق باب أهلك، فلا ينبغي أن تستمر العلاقة بهذه الطريقة المخالفة، وهذا التواصل في الخفاء لا يجوز؛ لأنا لا نرضى بعلاقة في الخفاء، والشريعة لا ترضى (كذلك) بعلاقة لا تنتهي بالزواج، وهذه العلاقة واضح أن الوصول للزواج فيها صعب، حكم القوانين والعادات والتقاليد.

ولذلك البداية الصحيحة هو أن يأتي بالوساطات ويطرق باب أهلك، ويلح، ويطلب يدك، فإن وافقوا عند ذلك تبدأ الرحلة، أما ما يحصل الآن من تواصل، حتى ولو تاب وأخلص وصدق فإنه لا يجوز طالما كان التواصل في الخفاء، وطالما كان التواصل بهذه الطريقة دون علم أهلك، ولا يفيد علم أهله بهذه المسألة، حتى يعرف أهلك، وحتى يأتي البيوت من أبوابها.

والشريعة تريد للفتاة أن تكون مطلوبة عزيزة لا طالبة ذليلة، وتريد للفتاة وتريد للشاب – مهما كانت منزلته – حتى ولو كان من الكبراء أن يطرق الباب ويقابل أهلك الأحباب، ويقدم كلمات من الثناء، ويبذل الصداق الذي يدل على صدقه.

هذا هو إكرام الله تبارك وتعالى للأنثى، ولذلك النصيحة الآن أن تتوقفي تماما، وتطلبي منه أن يطرق باب أهلك، وأن يكرر طرق الباب، وأن يأتي بالكرام الأحباب، وأن يطلب مساعدة الدعاة والوجهاء والفضلاء، فإذا نجح في إقناع أهلك واستطاعوا أن يوافقوا ورضوا بأن تكوني زوجة له فعند ذلك يبدأ المشوار، أما بغير هذا فلا ننصح بالاستمرار ولو للحظة واحدة.

ونتمنى أن تتوبوا إلى الله تبارك وتعالى من التجاوزات التي حصلت ولا تزال تحصل؛ لأن الإسلام – كما قلنا – لا يعترف بعلاقة إلا بعلاقة معلنة تحكمها القواعد والضوابط الشرعية، ورغم أننا نشعر أن في الأمر مرارة وفيه صعوبة، إلا أن المرارة الحقة هي في الاستمرار على المعصية، إلا أن العواقب الوخيمة هي في التمادي في معصية الله، والتمادي في هذه العلاقة التي ليس لها غطاء شرعي.

فتوبي إلى الله تبارك وتعالى، ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه، واعلمي أن معاناة اليوم أخف ملايين المرات من معاناة الغد، ومعاناة الغد أخف ملايين المرات من معاناة يوم القيامة، {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}.

فعودي إلى الله، وعمري قلبك بحب الله، وعليه أن يكرر المحاولات، وأن يطرق الأبواب، وأن تتوجها إلى رب الأرض والسموات، فإن نجح في أن ينال الموافقة فبها ونعمت، وإن كانت الأخرى فسيرزقك الله، ويرزقه الله تبارك وتعالى خيرا، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات