لم يعجبني شكله لكنه يحافظ على دينه.. فهل أوافق عليه؟

0 375

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة بحمد الله مستقيمة، اقترحت علي إحدى صديقاتي أحد معارفها ليتقدم لخطبتي، أخبرتني عن اسمه ولم يعجبني؛ لأنه ينسب لطريقة صوفية، هو غير صوفي، لكن البلدة التي ينتمي لها تشتهر بالصوفية، واسمه على جده, لكن قلت لا بأس، لن أتعجل أرى شخصيته، أتى لزيارتنا هو وأهله ولم يعجبني شكله، لكن أهلي يلومونني، يقولون:" كيف أنت مستقيمة وتنظرين إلى الشكل"! المهم أخلاقه، أحس بتعب من ضغطهم علي، وأجبروني أيضا أن أتحدث معه عن طريق الهاتف لكي أعرف شخصيته.

كنت متضايقة؛ لأني أعلم أن التواصل قبل العقد لا يصح، ويقولون أيضا الحب يأتي بعد الزواج، والخطاب أصبحوا نادرين هذا الزمن، فاقبلي، مع العلم أنه محافظ، وليس ملتزما، وأنا أتمنى شخصا ملتزما، فما نصيحتكم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الرحمن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنرحب بك ابنتنا الكريمة في الموقع، ونشكر لك الحرص على السؤال، والحرص على السنة، والحرص على ما يرضي الله تبارك وتعالى، ونحب أن نؤكد لك أن الشاب قد لا يكون له ذنب في هذا الاسم الذي وضعه له أهله، فهو غير مسؤول عن هذا الاسم الذي سمي به، ونحب أن نؤكد لك أيضا أن أمر الدين، وأمر الأخلاق هو الأساس، وهو القاعدة، ولكن إذا لم تشعري بالارتياح والانشراح والقبول والميل فلا ننصح بالمجاملة في هذه المسألة، مع أننا نؤكد في مثل هذه الأحوال ضرورة إعادة النظرة الشرعية، وإعادة تقييم الوضع، وذلك بوضع الإيجابيات في كفة، والسلبيات في كفة، والنظر للأمور بكافة أبعادها، وهناك أمور لها علاقة: عمر الفتاة، الفرص المتاحة للفتاة، رأي الأسرة في الشاب المتقدم، الآثار المترتبة للرفض، والإيجابيات الحاصلة في حالة القبول، النظر في كافة الزوايا حتى لا تتخذي قرارا تندمين عليه بعد ذلك.

وإذا كان الكلام بعد الخطبة فلا مانع منه إذا كان بمقدار، وبحضور الأهل أو بعلمهم، وكان كلاما في الأمور العادية من أجل المزيد من التعرف، ونحب أن نؤكد لك أن النفور من الشاب – أو العكس – قد يكون له أسباب، عند ذلك نزيل الأسباب، وقد يكون بلا أسباب، فعند ذلك نحتاج إلى رقية شرعية، ولكن إذا كان الشكل لا يعجبك – والشكل مهم؛ لأن التلاقي بالأرواح، ولا بد أن يحصل الانسجام – غير أننا فعلا نريد أن نقول: الرجال ليست بأشكالها، ولكن بأفعالها، بأخلاقها، بحضورهم في المجتمع، بقدرتهم على التعامل والتفاعل، وقدرته على تحمل المسؤولية، بعد الدين والأخلاق طبعا، هذه قاعدة نبني عليها، ولكن لكل فتاة الحق في أن تتزوج الشاب الذي تميل إليه وتعجب بشكله وبوظيفته وبهندامه وبسائر أحواله، لكن إذا أردنا أن نرتب الأمور فإنا نتفق أن الدين والأخلاق هي أهم المعايير التي ينبغي أن تراعى، ولا أظن أن الفتاة تستفيد من شاب ولو كان جميلا إذا كان بلا دين وبلا أخلاق، ولا تستفيد من صاحب الدين والأخلاق أيضا إذا كان جميلا ولكنه لا يقوم بواجباته كرجل، لكنه عاق لوالديه، لكنه منقطع العلاقة بالآخرين، لكنه طاعم كاسي، يعتمد على غيره في طعامه وشرابه، فهو لا يتحمل المسؤولية.

إذا نحن لا بد أن ننظر لكافة الأبعاد، ونذكر بأنه قد يصعب على الشاب أو على الفتاة أو أي إنسان أن يجد إنسانا ليس فيه عيب، وكلنا ذلك الناقص، ولذلك الشريعة تقدم الدين والأخلاق، وكل عيب بعد ذلك فإن الدين يصلحه، وكل كسر فإن الدين يجبره، وما لكسر قناة الدين جبران.

ندعوك إلى المزيد من التأمل والاستخارة والاستشارة، فلا خاب من استخار، ولا ندم من استشار، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات