السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا متزوجة من أكثر من سنتين، ولا أستطيع تلبية طلب زوجي في الفراش، ذهبنا إلى مشايخ وقالوا لي: بك سحر جماعي من نساء، وحاولنا بكل الطرق أن ننهي الموضوع ولم نقدر حتى بالاغتصاب، وبلا جدوى حيث أهرب وأقفل باب الغرفة.
والله يا شيخ منذ سنتين وعيني لا يتوقف دمعها، تعبت كثيرا، أصلي وأدعو وأتصدق وأنا صابرة، لكن والله إن قلبي سينفجر من الهم، أضحك عند الناس وأنا بداخلي هم لا يعلمه غير الله.
سؤالي: هل أبقى على ذمة هذا الرجل وأعذبه معي؟ مع أنني أحس أني أنا المسؤولة كلما رأيته يتعب، أنا والله أحبه، وأتمنى أن أعيش مرتاحة معه، لكن همي ذبحني، وله الحل أن أتطلق منه، وهو شريان حياتي! أنا واجهت مشاكل كثيرة، وطعنت في الظهر من القريب قبل الغريب، مع أنني ما زلت صغيرة في العمر، حيث عمري 18 سنة فقط، لكنني واجهت الكثير، وبصراحة لم أعد أستطيع الصبر، أريد أن أرتاح، أمنتك الله أن تدعو لي بالفرج، وتجيبني عن سؤالي بأمانة، لأنني سآخذ رأيك بعين الاعتبار.
وللعلم: زوجي خيرني البارحة بين الطلاق أو أن يتزوج وأبقى معه على هذا الحال.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عاشقة الجنة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وأسأل الله -العلي الأعلى- بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصرف عنك كل سوء وأن يعافيك من كل بلاء.
وبخصوص ما ورد برسالتك -ابنتي الكريمة- فمما لا شك فيه أن هذا الذي حدث لك أمر عظيم؛ لأنه يكاد أن يعطل حياتك كليا، وأن يؤدي إلى فراقك من زوجك بغير ذنب منك، واعلمي -ابنتي الفاضلة- أن هذا لن يمر دون عقاب من الله -تعالى- لمن اعتدى عليك أو ظلمك أو حاول أن يفرق بينك وبين زوجك، لأن الله لعن الظالمين ولأنه لا يحب المعتدين، ولأن السحر والسحرة كما تعلمين ملعونون، وقد صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أن الساحر كافر، وصح عنه أنه قال: (من أتى كاهنا أو ساحرا فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد)، فالذي فعل بك هذا الفعل بالتأكيد أنه لا يحمل في قلبه مثقال ذرة من إيمان، وإلا لما أقدم على هذه الجريمة النكراء، حرمك من نعمة ومتعة أعطاك الله إياها، وحاول التفريق بينك وبين زوجك بطريقة لا تتفق مع القيم والمبادئ والإنسانية.
ابنتي الفاضلة: مما ينبغي أن تعلمي أن الله -تعالى- ما خلق داء إلا وخلق له دواء، وهذا كلام النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولذلك أنصح بالعلاج بالرقية الشرعية مرات ومرات، إذا كنت قد ذهبت لبعض المعالجين وعجز عن علاجك فليس معنى ذلك أن الأمر قد انتهى؛ لأن العلاج بالرقية كالعلاج بالطب، قد يذهب الطبيب إلى مريض معين ولا يجد عنده شفاء فيذهب لطبيب آخر فيشفيه الله -تعالى-، ولذلك أنصحك بأن تبحثي بكل ما أوتيت من قوة عن العلاج لدى الرقاة الثقاة الذين يعرف عنهم سلامة العقيدة وصحة الطريقة، لا تذهبي إلى السحرة والدجالين لأنهم لا يزيدون الطين إلا بلة، ولا يزيدون المرض إلا علة، إضافة إلى أن الذهاب إليهم محرم كما أشرت لك سابقا.
ثانيا: أنصحك بسماع الرقية يوميا في بيتك، وإن استطعت أن ترقي نفسك بنفسك فذاك حسن، والرقية متوفرة في مطويات وكتيبات وأشرطة وسيديهات وهذا أمر منتشر وبكثرة في كل البلدان، ويمكنك الدخول إلى النت في موقع قوقل وتكتبين الرقية الشرعية للشيخ محمد جبريل المقرئ المصري، وإن استطعت أن تسمعيها يوميا فقد تتحسن حالتك، بل قد يمن الله عليك بالشفاء التام؛ لأنها مجربة بل هي من أقوى الرقى التي عرفها المسلمون إلى يومنا هذا.
فوق هذا أتمنى أن تحافظي على الصلوات في أوقاتها، وعلى الأذكار، أذكار أدبار الصلوات والصباح والمساء، خاصة ( بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء)، وكذلك (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق) وكذلك (لا إله إلا الله وحده لا شريك الله له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) 100 مرة، وكل هذا يقال صباحا ومساء، واجتهدي أن تكوني على طهارة دائما حتى لا يجدد السحر إذا كان هناك من يجدده لك.
ألحي -ابنتي الفاضلة- على الله -تبارك وتعالى- بالدعاء أن يريك الله فرجا عاجلا، وأنا أفضل أن تطلبي من زوجك عدم التعجل في الفصل في العلاقة بينك وبينه حتى يتم الله شفاءك على خير، فإن مرت فترة ولم يحدث شيء، وقتها يكون مناسبا النظر في حل المشكلة بطريقة مناسبة، أما الآن فأرى أن تأخذوا فرصة أخرى للعلاج بالرقية الشرعية قبل الانفصال، ولا توافقيه على ما يعرضه عليك الآن، ولكن قولي أعطني فرصة للعلاج، فإن عجزتم عن إيجاد حل فالأمر لله -تعالى-.
وأحسني الظن بالله، واعلمي أن الله ما خلق داء إلا وله دواء، وكوني على يقين أن هناك علاجا وأنه -تعالى- سيشفيك طالت المدة أو قصرت، فهذا امتحان لك ولزوجك وأتمنى أن تنجحوا في هذا الاختبار، وألا يتسرب اليأس إلى نفوسكم.
أسأل الله -تعالى- أن يعافيك من هذا البلاء.