ليس في امرأتي من الجمال ما يشدني إليها!

0 292

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

أنا شاب ملتزم بتعاليم الدين الحنيف, تزوجت منذ فترة قصيرة بامرأة ملتزمة نوعا ما, وفيها من الكمال والنقص ما لكل منا, ولكن ليس فيها من الجمال ما يشدني إليها، وكنت أظن أن الزواج سيحل هذه المشكلة.

لم أكن أحبها كثيرا قبل الزواج (الحقيقة لا أعلم إذا كان ذلك من قبيل الحب القليل, أم الإعجاب أم فقط, كون العلاقة كانت جيدة) ظننت أني أغلب مصلحة العقل بزواجي بها؛ لأنه غلب على ظني أنها صالحة لي.

الآن بعد الزواج ندمت كثيرا لأنني تزوجتها, لا أستطيع أن أطلقها فأكسر قلبها فهي حساسة جدا, وتحبني كثيرا, ولكن أنا في اكتئاب شديد من أكثر من أسبوعين, وأود لو أن الزمان رجع بي لأتزوج بمن هي أجمل منها, أكتب إليكم, وأخشى إجابة منكم تقول لي: اصبر.

جاهدت نفسي على الزنا حتى بلغت خمسة وثلاثين, ولم ألمس امرأة قط, وكنت أحلم دائما بزوجة تسعدني, وتنسني تلك الأيام، وها أنا وصلت إلى هذه الحالة، أنام مع زوجتي, وأشتهي غيرها.

ما الحل؟ والله تعبت.

جزاكم الله الخير كله بما تقدمون من عمل, وأسأل الله أن يوفقكم, ويخلص نياتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن هذه الشريعة العظيمة التي شرفنا الله تبارك وتعالى بها تريد للإنسان أن يبني حياته على الرضا التام والانشراح والارتياح، ولذلك كانت النظرة الشرعية، والنبي عليه الصلاة والسلام قال: (انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما) وقال: (انظر إليها فإن في أعين الأنصار شيئا) حتى قال العلماء بأن هذا دليل على أن النظرة ينبغي أن تكون فاحصة، لأن هذه النظرة ينبني عليها أشياء كثيرة، فالأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.

أما وقد تزوجت ورضيت دينها وكان هناك ارتياح فإنا ندعوك أولا إلى تذكر أنه لا توجد امرأة -كما أشرت- إلا وفيها إيجابيات وفيها سلبيات.

الأمر الثاني: ندعوك إلى غض بصرك، فإن الإنسان إذا أطلق بصره -كما قال ابن الجوزي- لا تكفيه نساء بغداد وإن تزوجهن، لأنه سيظل الشيطان يزين له المرأة التي ليست تحت يده، فهو يستشرف المرأة ويبرز مفاتن الحسن فيها وإن كانت قبيحة.

الأمر الثالث: نذكر بأن الشريعة تبيح للإنسان أن يتزوج مثنى وثلاث ورباع، لكن نريد أن تعرف هذه الجوانب التي أشرنا إليها، وتدرك أن المرأة الجديدة أيضا سيكون فيها نقائص وفيها عيوب، فاجتهد في تنمية المشاعر النبيلة، وعلى كل حال فإن الشريعة التي ترجم الإنسان إذا زنى هي الشريعة التي تبيح له أن يزوج مثنى وثلاث ورباع.

نتمنى أن تحسن اتخاذ القرار، واعلم أن الشريعة -ولله الحمد- تراعي هذه الأبعاد، وليس من الضروري أن تطلقها، ولكن تحتفظ بها، وإذا أردت بعد ذلك أن تتزوج بغيرها فهذا أمر متروك لك، غير أننا ندعوك بداية إلى التعوذ بالله من الشيطان الذي يحاول أن يقبح للإنسان الحلال ويزين له الحرام الذي ليس في يده، وندعوك إلى أن تغض بصرك إلا عن زوجتك، وندعوك إلى أن تحشد جوانب الجمال والكمال فيها، وندعوك إلى أن تدرك أنه لا توجد امرأة إلا وفيها نقائص وفيها عيوب، والأمر في النهاية لك.

ونسأل الله أن يعينك على اتخاذ القرار الصحيح الذي يرضي الله ويسعد هذه الزوجة التي ما رأيت منها إلا الخير، والتي تحبك.

ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات