السؤال
السلام عليكم..
أشكر جهودكم على هذا الموقع النافع.
لي أخوان يدرسان في الخارج هندسة، وهما إلى الآن يدرسان اللغة، وأنا أدرس الآن في الثانوية، وأفكر بالزواج من ابنة عمي، لأني أحب خلقها ودينها، وأحبها وهي تحبني.
أخواي أكبر مني، ولا ينويان الزواج إلا عند الثامنة والعشرين، وعمرهما الآن لم يتعد الحادية والعشرين، وأنا ملتزم وأخشى على نفسي من الفتنة، وأريد عند انتهائي من الدراسة بسنتين أن أتزوج من ابنة عمي، علما أني الآن بعمر 16 سنة، وابنة عمي أصغر مني بسنتين، والعرف عندنا لا يسمح بأن يتزوج الأخ الصغير إلا بعد الأخ الكبير!
ما الحل؟ بارك الله فيكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحب ربي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك ابننا الكريم، ونشكر لك هذا الحرص على العفاف، ونسأل الله أن يجمع بينك وبينها على الحلال، وأن يلهمك السداد والرشاد.
ونحب أن نؤكد لك أن الدين هو المطلوب، وأن العادات التي تصادم الشرع ولا تحقق المقاصد الشرعية ليس لها وزن، ومع ذلك فإنا ندعوك إلى أن تطلب الإذن من أخويك، وأن تجتهد في إقناع أسرتك، وسوف يعينك على ذلك العلماء الفضلاء والدعاة إلى الله تبارك وتعالى، وأرجو أن يكون في هذا سبب لكسر كثير من العادات التي لا وزن لها ولا قيمة لها، فكم من فتيات تعطلن لأن الكبيرة موجودة! وكم من شباب حرموا من الزواج لأن الكبار يرفضون أن يتزوجوا! وهذه أشياء لا تقيم لها وزنا الشريعة، ونحن ينبغي أن نجتهد في تغيير مثل هذه الأوضاع، والمسؤوليات كبيرة على المتعلمين.
لذلك نحن ندعوك إلى الكلام مع إخوانك في الوقت المناسب، وطلب الإذن منهم والعفو، وأن يتيحوا لك فرصة أن تتقدم عليهم، إذ ليس في ذلك حرج، والإنسان لابد أن يحمي نفسه، فنحن في زمن الشهوات وزمن الفتن، وكذلك تقنع الأسرة بأن إخوانك راضون وليس عندهم مانع، وبعد ذلك أيضا تستعين - كما قلنا - بعد الله بتوجيهات العلماء والدعاة إلى الله تبارك وتعالى، خاصة ممن لهم تأثير على الأسرة، ونسأل الله أن يلهمك السداد، وأن يعينك على الخير.
الأصل هو أن يبكر الشباب بالزواج، ويستكملوا بذلك نصف الدين، ويتقوا الله في النصف الآخر، فإن في الزواج خيرا، والأمة ما عرفت تأخير الزواج إلا بعد فترة المستعمر، وإلا فقد كان الفرق بين عبد الله بن عمرو وعمرو بن العاص إحدى عشر سنة - بين الولد والأب - وشاهد الشافعي جدة عمرها إحدى وعشرين سنة، فنسأل الله أن يعيننا على العودة إلى هذا الينبوع الصافي حتى ينشأ الأبناء والبنات على العفاف والطهر، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.