بعد أن دخلت كلية الطب (حلم حياتي) تراجع تحصيلي الدراسي، فما العمل؟

0 318

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

جزاكم الله كل خير على مجهودكم الرائع. أنا طالبة طب وجراحة سنة ثانية بالأردن، على الرغم من تفوقي الدراسي وإرادتي القوية في المرحلة الثانوية؛ إلا أنني ومنذ دخولي كلية الطب أعاني من توتر وعدم الثقة في النفس بشكل رهيب، على الرغم من أنها حلم حياتي منذ الطفولة، تراجع تحصيلي الدراسي، وبصراحة ليس هذا ما يهمني، ما يهمني فعلا هو الحصيلة االعلمية التي يجب أن تكون لدي، فأنا مؤمنة بأن كلية الطب ليست لتحصيل العلامات بل لتحصيل المعلومات.

أشعر بعدم ثقة بالنفس حيال قدرتي العلمية ومقدرتي على استيعاب التخصص، ولفترة ليست بقصيرة عانيت من اكتئاب مزمن، ونجحت بصعوبة. أرجو من حضرتكم إرشادي كيف أرجع ثقتي بنفسي وإرادتي إلى سابق عهدها، حيث أطمح لتقديم امتحان (USMLE step 1) بعد السنة الثالثة، ومن المستحيل إنجاز هذه الخطوة من دون تغيير جذري في نفسيتي، وما هي المراجع المعتمدة التي يمكنني الدراسة منها للتعويض عما فاتني؟ وكيف يمكنني التوفيق بين الدراسة العادية والتحضير لهذا الامتحان؟

شكرا مقدما .

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أفنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا والكتابة إلينا على هذا الموقع، وفقك الله ويسر لك.
ومن الواضح أنك فتاة طموحة، فأحلامك تشير لهذا وبشكل واضح، وهذا أمر يسعدنا كثيرا من بناتنا الشابات، وفقك الله، وجعلك من الطبيبات المتفوقات.

طبعا ليس غريبا بعد أن يعاني الإنسان من نوبة من الاكتئاب أن تهتز ثقته بنفسه، أولا بسبب الاكتئاب بحد ذاته، وثانيا خوفا من المستقبل وفيما إذا كان الاكتئاب سيعود مجددا... هي أسئلة منطقية، إلا أننا نعلم أن الكثير ممن عانى من الاكتئاب قد عاد ومارس حياته الطبيعية وبشكل طبيعي محققا طموحاته وآماله.

ليس هناك إنسان عنده ثقة بنفسه مئة بالمئة، وإنما يختلف الأمر من شخص لآخر، وحتى عند نفس الشخص قد يختلف الأمر من وقت لآخر. فالشخص العادي والذي ثقته بنفسه لا بأس بها، قد يشعر بالتردد وضعف الثقة بالنفس نوعا ما عندما يكون أمام تحد جديد، كأن يكون على وشك الدخول لامتحان مثلا وكما يحدث معك الآن.

هناك خطوات كثيرة يمكن أن تبني ثقة الشخص في نفسه، ومنها مثلا الأمور التالية:
تجنبي الميل للكمال، وأن أمورك يجب أن تكون كلها أفضل ما يمكن، فأحيانا لابد أن نقبل بأقل مما هو الأفضل. فمثلا لا تتوقعي "تغييرا جذريا في نفسيتك" كما ذكرت في سؤالك، فربما هذا بعيد نوعا ما وأنت لا تحتاجينه، بل بالعكس أن وصلت لهذه المرحلة الدراسية وبنجاح بسبب شخصيتك ونفسيتك وإمكاناتك، بعد توفيق الله تعالى لك.

حاولي أن تعززي إيجابياتك ونجاحاتك المختلفة في الحياة، فتعرفي على نقاط القوة عندك، وافتخري بها. هل أنت جيدة في مادة أو مادتين، وواضح أنك تحبين الطب والجراحة، وهل تتحلين بالروح المرحة، هل تتقنين هواية فنية من الهوايات... اشكري الله تعالى على الدوام على النعم التي أنعم بها عليك، فالشكر على النعم يزيد ثقتنا بأنفسنا، وكما يقول تعالى: "لئن شكرتم لأزيدنكم".

حاولي أن تكوني إيجابية مع نفسك، ومع الآخرين، وانظري لنصف الكأس الممتلئ، وليس فقط للنصف الفارغ. وإن تقديرك لما عند الآخرين سيعزز من ثقتك في نفسك. ساعدي الآخرين فيما يحتاجون، وهذا من أكبر أبواب زيادة الثقة بالنفس. وفي نفس الوقت إن مدحك أحد على أمر إيجابي عندك، فاقبلي هذا المدح، واشكريه عليه واشكري الله كذلك.

انظري في المرآة، وابتسمي لنفسك، وقولي الحمد لله على ما وهب! حاولي أن تعبري عن رأيك في الأمور، وإذا رأيت التمسك بهذا الرأي فلا بأس. وتذكري بأن النجاح يؤدي لنجاح، والثقة القليلة بالنفس يمكن أن تزيد هذه الثقة، وهكذا...

وبالنسبة لتقديم امتحان (USMLE) فأنصحك بالدخول لموقع الامتحان، فهناك مراجع مختلفة لأجزاء الاختبار الثلاثة المختلفة.

وفقك الله وحفظك، وجعلك من الطبيبات المتفوقات المصليات.

مواد ذات صلة

الاستشارات