السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب أبلغ من العمر 22 سنة، طالب، أصبت بشيء لا أعلم ما هو؟
المشكلة التي حصلت لي هي: أنني أحدق في الناس دون أن أشعر أني أفعل هذا الشيء، وتسببت لي بمشاكل مع كثير من الناس.
المهم في الأمر أن أختي سحرت ونطق الجان على لسانها، وكانت من جملة الأشياء التي تفعلها أنها تكره سماع القرآن، وتحدق في الناس، وأنا لا أدري هل أنا مسحور أم لا؟
نعم إنها مشكلة كبيرة بالنسبة لي، إلى حد أني تورطت مع أكثر من خمسين شخصا ما بين مدرسين وطلبة.
أحيانا أحدث نفسي بالانتحار، ولكن والله لا أعلم ماذا أفعل فقد طفح الكيل بي؟
منذ يومين حصلت لي مشكلة مع مدرس الرياضيات، والآن المدرس غاضب جدا مني، وهذا ليس أول مدرس ولا آخر، فقد حصل هذا من قبل مع كثير من المدرسين والطلبة، ولا تخلو أيامي من المشاكل مع الناس لهذا السبب.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمار حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أن تحملق في وجوه الناس، هذا نوع من التطبع الوسواسي، الفكرة والفعل هذا أصلا يكون بدأ معك خلال تجربة مرت بك كنت مضطرا فيها أن تركز مع شخص ما، وبعد ذلك أخذت هذا المنهج، بمعنى أنك إذا أردت أن تكون أكثر انتباها خلال تواصلك الاجتماعي مع أي أحد تنظر إلى وجهه بشدة وتركيز، بعد ذلك حصل هذا التطبع الطقوسي الوسواسي.
هذا الأمر يعالج من خلال أن تناقش نفسك وتكون حازما معها، بأن هذا الأمر محرج، ولا داعي له أبدا، واستبدله بفعل آخر، مثلا قل: (بدل ما أنظر في وجوه الناس وأحملق بهذه الطريقة التي أقوم بها سوف أقول كلمة: أستغفر الله، أو أن أتفل على يساري ثلاثا تحقيرا للشيطان) وهكذا.
الذي قصدته أنه يمكنك أن تستبدل هذا الفعل بفعل آخر، ومن ثم يبدأ الوساوس في الانحسار والتفتت.
موضوع: هل سببه السحر؟ أنا لا أعتقد ذلك والله أعلم، وكل من يعتقد أنه مصاب بسحر عليه بالحرص على صلاته وتلاوة القرآن والدعاء والأذكار، الأذكار معروفة، والإنسان يقتنع أنه لن يصيبه إلا ما كتب الله له، وأن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، وإن كنت تعتقد أن هنالك سحرا في حالتك فيجب أن تعتقد أيضا أن الله سوف يبطله، هكذا قال الله تعالى: {ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين}.
عش حياتك بكل فعالية، ولا تنتبه لمثل هذه الأشياء.
أنت محتاج أيضا لتناول دواء مضاد للوساوس، سوف يساعدك كثيرا، وعقار يعرف تجاريا باسم (فافرين) ويسمى علميا باسم (فلوفكسمين) سيكون دواء جيدا وفاعلا، الجرعة المناسبة هي خمسين مليجراما، تتناولها ليلا بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم تجعلها مائة مليجراما ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم تجعلها خمسين مليجراما ليلا لمدة شهر، ثم خمسين مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.
أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.