السؤال
السلام عليكم.
لدي مشكلة أزعجتني منذ الصغر، إذ أنني أتعرق بغزارة حتى إذا كان الطقس باردا أو حارا.
برغم أنني أستحم دائما وأستعمل كل المنتجات المعروفة (كركسونا) ولكن لم تأت بفائدة، إذ أني حتى بعد أن أغتسل أتعرق، وتخرج مني رائحة كريهة.
الرجاء المساعدة، وبارك الله فيكم، وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Mira حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
يوجد نوعين من الغدد العرقية بالجسم، نوع: Eccrine glands ويوجد في كل أنحاء الجسم المختلفة تقريبا، وينتج العرق نتيجة زيادة درجة حرارة الجسم لتنظيمها، والنوع الثاني: Apocrine glands ويوجد في أماكن محددة مثل: الإبطين، وجلد الأماكن التناسلية، والثديين، ويفرز الرائحة المميزة لكل إنسان، ولا توجد له وظيفة في تنظيم درجة حرارة الجسم.
لا يوجد سبب واضح لزيادة التعرق غير المرتبط بأمراض عضوية واضحة، مثل: بعض أمراض الغدد الصماء؛ كزيادة نشاط الغدة الدرقية، أو بعض الأمراض العصبية، وأنصح بزيارة الطبيب لأخذ التاريخ المرضي، ولتوقيع الكشف الطبي، وعمل بعض الفحوصات اللازمة للتأكد من خلوك من هذه الأسباب التي تؤدي إلى زيادة التعرق، وربما يكون سبب زيادة التعرق هو نتيجة زيادة حساسية مركز الشعور بالحرارة بالمخ أو الأعصاب السمبثاوية المغذية للغدد العرقية.
والعلاج يكون باتباع بعض التعليمات العامة مثل: ارتداء الملابس الفضفاضة المصنوعة من أنسجة تمتص العرق، والجلوس في أماكن باردة باستمرار، ولا ينصح بارتداء الأحذية لأكثر من يومين متتاليين، وتوجد بعض الأحذية التى يوجد بها بطانة خاصة ماصة للعرق يمكن تغييرها باستمرار، بالإضافة إلى ارتداء الشرابات القطنية.
وبالإضافة للتعليمات العامة توجد بعض العلاجات الموضعية، والتي تكون في أغلب الأحيان فعالة مثل:
• استخدام: unfragranced aluminium salt preparation بتركيز من 10 % إلى 25% مثل: Drichlor liquid أو من خلال تركيبة في الصيدليات مفيد جدا، ويكون الاستعمال بواقع مرة يوميا لعدة أيام متتالية إلى حين السيطرة على التعرق، ثم مرة أو مرتين أسبوعيا للحفاظ على النتيجة، وهذا العلاج فعال ومفيد جدا في علاج التعرق الزائد في أماكن محددة، ويمكن استخدامه على مناطق الإبطين وكفوف الأيدي.
• يمكن حديثا العلاج بالحقن بال Botox بالإبط أو بالأيدي، ولكن استخدمي المستحضر السابق ذكره، وأتصور أنك لن تكوني في حاجة إلى الحقن بالبوتكس، وناقشي طبيبك المعالج في كل الأمور المتعلقة بالبوتكس، ومدى فعاليته، والأماكن التي سوف يتم الحقن فيها.
أما بالنسبة للسيطرة على التعرق بكامل الجسم من خلال أدوية يتم تناولها بالفم وبدون استخدام مستحضرات موضعية؛ فتوجد بعض الأدوية المعروفة: anticholinergic drugs ولكن لها العديد من الآثار الجانبية، والتي يجب مناقشتها مع الطبيب المعالج، ودائما ما يفضل تجنب استخدام هذه الأدوية، والاكتفاء بالأدوية الموضعية، واتباع التعليمات العامة السابق ذكرها.
وتنتج الرائحة الكريهة نتيجة تحلل العرق (وبالأخص في منطقة الإبطين) بواسطة البكتيريا الموجودة في الجلد، وإنتاج المواد (الامونيا والأحماض الدهنية) ذات الرائحة اللاذعة، أو النفاذة، أو الزنجة، ولذلك فإن العلاج يعتمد في الأساس على إبقاء الجلد، وبالأخص تحت الإبطين جاف، بالإضافة إلى تقليل البكتريا التي تقوم بتحليل العرق إلى الحد الأدنى من خلال اتباع التعليمات الآتية:
• غسل الجسم، وبالأخص منطقة تحت الإبطين على الأقل مرة يوميا.
• حلاقة الشعر تحت الإبطين حتى نمنع تجمع العرق والبكتيريا على الشعر.
• تغيير الملابس المبللة بالعرق سريعا، والاستحمام والتجفيف، والاهتمام بلبس الملابس القطنية، وتجنب التعرض لدرجات الحرارة المرتفعة.
• استخدام مزيلات العرق والمعروفة علميا وتجاريا بال: Anti-perspirants والتي تحتوي على: Alumium chloride بالإضافة إلى المعطرات: Deodarants وتوجد مستحضرات تحتوي على الاثنين معا.
وتوجد بعض العلاجات الأخرى مثل: حقن البوتوكس، وإزالة الشعر بالليزر، أو بعض العمليات الجراحية لإزالة الغدد العرقية في منطقة الإبطين، وأيضا يوجد بعض أنواع العلاجات التي يتم تناولها من خلال الفم لتقليل التعرق، ولكن لهذه العلاجات العديد من المحاذير، بالإضافة إلى الآثار الجانبية، والتي يجب مناقشتها بشكل واف مع الطبيب المعالج قبل الإقدام على استخدامها كما ذكرت سابقا.
توجد بعض الأمراض المتعلقة بخلل في الأيض، والتي تؤدي إلى رائحة العرق الكريهة، ولكن هذه الأمراض نادرة، وأيضا السمنة والسكري، وبعض الأمراض المصحوبة بزيادة في العرق، مثل: نشاط الغدة الدرقية يمكن أن تؤدي إلى حدوث الرائحة الكريهة.
وفقكم الله وحفظكم من كل سوء.