السؤال
هل النسيان الكثير الذي يجعلني أبكي من شدته من علامات العين؟ مستواي الدراسي قل كثيرا، وأحيانا أنسى هل أكلت أو لا! وآخذ وقتا حتى أتذكر أو أذهب للتلفون كي أتصل، وأنسى بمن كنت سأتصل، وأنسى اسم الدكاترة الذين يدرسونني بالكلية.
نفسيتي تدهورت من هذا الموضوع، والصداع يلازمني، والكوابيس بالليل تؤذيني لدرجة أصحو ودقات قلبي سريعة جدا، ومحمومة، وجسمي يوجعني، وهذا يوميا، كرهت حياتي!
أحيانا أفكر بأشياء لا أدري لماذا أفكر فيها! وأفكر بأحداث غريبة وأتوه بتفكيري وأتعب، وما أقدر أوقف التفكير، وبعدها أبكي وأدعو يارب تعبت، وأنهار نفسيا فوق السجادة، حتى الصلاة أنسى ماذا قرأت فيها بشكل يبكيني، أكون للتو رفعت من الركوع، وقلت سمع الله لمن حمده، أنسى أني ركعت أو لا، أطيل القيام والسجود، وأحاول أتذكر ولا أقدر، وكنت قبلها أعيد الصلاة، والآن لا أعيدها.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأنت لا تعانين من أي خلل في الذاكرة، إنما تعانين من تشتت في التركيز يجعلك لا تستطيعين تسجيل المعلومة واستقبالها بصورة صحيحة، ومن ثم تخزينها وتحليلها في الدماغ، ثم إفرازها للاستفادة منها عند اللزوم.
في حالة فقدان الذاكرة العضوي الذي لا يدري لا يعرف أنه لا يدري، أما في حالة التشتت الذهني فالإنسان يتلمس ويتحسس مشكلته كما هو حادث في حالتك، والقلق النفسي طبعا قد يؤدي إلى تشتت الأفكار وضعف الاستيعاب، فابحثي عن قلقك وحاولي علاجه، ونظمي وقتك بصورة صحيحة من خلال تنظيم الوقت، وحاولي أن تأخذي راحة تامة، واحرصي على النوم المبكر؛ فهو أفضل وسيلة لترميم خلايا الدماغ، وجعلها في حالة يقظة واستيعاب، وعليك بممارسة أي تمارين رياضية تناسب الفتاة المسلمة؛ فهي لها فائدة كبيرة جدا، وكذلك تمارين للاسترخاء.
القلق جعلك تدخلين في طيف من الفكر الوسواسي الترددي، والوساوس من هذا النوع هي جزء من القلق النفسي؛ لذا أرى ضرورة أن تتناولي أحد الأدوية المضادة لقلق الوساوس، وهو عقار سيرترالين Sertraline هذا العقار يسمى تجاريا لسترال Lustral وكذلك يسمى زولفت (Zoloft ) وربما يتواجد حاليا تحت مسمى آخر، والجرعة المطلوبة هي نص حبة 25 مليجراما يتم تناولها ليلا بعد الأكل لمدة شهر، بعد ذلك ارفعيها إلى حبة واحدة ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعليها نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.
كوني إيجابية حول المستقبل، وخططي لحياتك، وكوني من المتميزين في دراستك، واحرصي أيضا على بر الوالدين، وأن يكون لك رفقة صالحة؛ فإن كل ما ذكر يحسن من تركيز الإنسان، ويعطيه دفعا معنويا إيجابيا.
وأختم بما ورد في كتاب الله: {واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهدين ربي لأقرب من هذا رشدا}.
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة الدكتور/ محمد عبدالعليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان.
تليها إجابة الشيخ/ أحمد الفرجابي المستشار التربوي والأسري:
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
بداية: نرحب بك ابنتنا الفاضلة، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأرجو أن تستفيدي من توجيهات الطبيب المتميز الدكتور محمد -نسأل الله أن ينفع به وبعلمه- ونشكر لك التواصل مع الموقع، ونؤكد أن هذا الأمر إن شاء الله علاجه لن يكون صعبا، فخالفي عدونا الشيطان، وقد أعجبني أنك لا تعيدين الصلاة ولا تكررينها؛ لأن هذا من أهم الوسائل في التخلص من الوساوس، ونتمنى أيضا أن تواصلي قراءة القرآن، ولا مانع من قراءة الرقية الشرعية على نفسك إذا كنت لا تريدين أن تذهبي لراق؛ فإن الرقية الشرعية يستطيع الإنسان أن يفعلها لنفسه، فحاولي قراءة الرقية الشرعية على نفسك، وأكثري من تلاوة القرآن، وخاصة سورة البقرة وخواتيم سورة البقرة، وأية الكرسي، والمعوذات، وحافظي على أذكار الصباح والمساء، وحاولي أن تصلي الصلاة في جماعة مع أهل البيت مع الوالدة أو الأخوات، واجتهدي دائما في شغل نفسك بالمفيد، وأكثري من تلاوة كتاب ربنا المجيد، ولا تنزعجي من نسيان بعض الأمور؛ فإن الإنسان قد ينسى الكثير من الأشياء، ولكن المهم أن لا ينسى الأمور الأساسية في حياته، ونؤكد ما قاله الدكتور من ضرورة تنظيم الوقت، وضرورة إعطاء الجسم حظه من الراحة، وحقه من الطعام، ومن تكوين انطباع إيجابي عن النفس، واللجوء إلى الله تبارك وتعالى، والإكثار من ذكر الله، ومن الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام، والإكثار من الدعاء، والتوجه إلى من يجيب المضطر إذا دعاه.
وكنا نتمنى أيضا لو أنك ذكرت الأشياء الجديدة التي ساهمت في تطور هذا الوقع، فهل هناك مشاكل جانبية؟ هل هناك تنافر بين الوالدين لا قدر الله؟ هل هناك مشكلات في الدراسة؟ هل هناك صعوبات تواجهك في أي مكان؟ إذا كانت عندك مشكلة فأرجو طرحها على الموقع؛ فكلنا لك في مقام الآباء والإخوان، ونسعد بالمساعدة في حل مثل هذه المشكلات، ودائما أتمنى أن تخالفي عدونا الشيطان، وأن لا تحزني على ما مضى، وعجبا لأمر المؤمن أن أمره كله خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، أو أصابته ضراء صبر فكان خيرا له.
ونكرر: لا مانع من قراءة الرقية الشرعية على نفسك، ولا مانع من الذهاب إلى راق شرعي موثق أيضا.
نسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.