كيف أتعامل مع سوء معاملة أمي لنا، أرشدوني؟

0 361

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أنا بعمر 20 عاما، وتواجهني مشكلة لا أستطيع تجاوزها، ألا وهي: علاقتي المضطربة مع أمي، حيث أجبرها والدها على الزواج من أبي، ومن هنا بدأت المأساة.

هي تكرهه كرها شديدا، وخاصة لمعاناته من إعاقة في سمعه (ضعف في العصب السمعي مما أدى إلى ضعف عام في سمعه)، اعتادت على شتمه ولعنه وذكر مساوئه أمامنا أنا وأخي، فنما كرهه وبغضه لا إراديا في نفوسنا، لم يكن حالي وحال أخي أفضل من ناحية سوء المعاملة من أبي؛ فقد تعرضنا للتعنيف والضرب، والتخويف والتهديد منها بشكل كبير، وحجتها الوحيدة أنها بذلك تحسن تربيتنا.

ذكرياتي معها مؤلمة جدا، فوالله في داخلي عقد نفسية لا يعلمها إلا الله، من: ضعف شخصية، واضطراب وقلق، وحساسية تجاه أتفه المواضيع.

أخي في بداية سن المراهقة، وتسيء معاملته؛ لدرجة أني أخاف عليه من الانجراف والبعد عن المنزل.

أعاني من مشكلات في دراستي سببها قلة التركيز والسرحان، وانعدام الثقة بالنفس، وبسبب هذه المشكلات التي هي بحاجة إلى دعم معنوي وحنان وعطف لتجاوزها؛ تراها تشتمني وتعنفني لفظيا بمصطلحات نابية لا تزيد الطين إلا بلة، نادرا ما تحاول الاستماع إلى ما يجول بخاطري، وأخاف أن أحدثها عن مشاكلي النفسية وأسباب اضطراب أوضاعي الدراسية لعلمي برد فعلها العنيف وثورتها في وجهي.

إذا لم تجر الأمور وفق ما تريد هي 100%، إذن فهي خاطئة بنظرها، تتسم بالعصبية والمزاجية واللسان السليط.

أعلم أنها حنونة وطيبة، لكن تصرفاتها وعصبيتها وردة فعلها معنا بشعة جدا، عكرت صفو عيشنا وأدخلنا في مشكلات كبيرة.

أرشدوني أرجوكم، كيف أتعامل معها؟ وكيف أتجاوز مشكلات طفولتي العنيفة التي لا تزال تدور في مخيلتي وتمنعني من مسامحتها ومحاولة استيعابها؟ إني أخاف غضب الله ولا أريد أن أقطع برها ورضاها عني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ افنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك ابنتنا الكريمة في الموقع، ونؤكد لك أن الوالدة حنونة وطيبة، وهذا ما ينبغي أن تبني عليه، وأن هذه القسوة التي تحصل منا كآباء أو كأمهات تجاه الأبناء ما هي إلا مزيد من الحرص.

نحن على ثقة أن هذا الأسلوب غير صحيح، ولكن دائما نريد من أبنائنا وبناتنا أن يتذكروا دوافعنا النبيلة، فدائما الأب والأم يريدون لأبنائهم أن يكونوا أفضل أبناء في العالم؛ ولذلك يغضبوا إذا وجدوا من أبنائهم تأخرا، ووجدوا عندهم نقصا، ولا بد أن يجدوا، ولكن ليت الآباء والأمهات أدركوا أن هذا الأسلوب لا يؤدي إلى النتائج الصحيحة، ولكن عندما نتذكر الدوافع النبيلة والأسباب وراء هذا الحرص ووراء هذا الإصرار، كيف أنهم عندما يغضبوا منا يريدوا مصلحتنا، يريدوا لنا الخير، هذا يخفف بعض الشيء.

يؤسفنا أن الأسرة أخطأت عندما أجبرتها على الزواج من الوالد، وأنتم ولله الحمد في سن تؤهلكم لاستيعاب ما حصل، فينبغي أن يأخذ الأب مكانته وحظه من الرعاية والاهتمام، وينبغي أن تأخذ الأم حظها ورعايتها من الإكرام، وكذلك أيضا رفع معنوياتها وتقدير مجهوداتها، والثناء على إيجابياتها، والثناء على مجهودها الجبار في تربيتكم.

نحب أن نقول: لا بد من طي هذه الصفحة، فالإنسان لا ينبغي أن يعود للوراء؛ لأن الشيطان هو الذي يذكرنا بهذه السلبيات ليملأ نفوسنا حقدا وكرها وبغضا للوالد أو للوالدة.

إذا ذكرك الشيطان بالسلبيات فتعوذي بالله من الشيطان، وحاولي – وأنت ولله الحمد في سن تؤهلك على – رعاية الأخ والتخفيف عليه والاقتراب منه، وكذلك الوالدة بتقديرها، الوالد برعايته والاهتمام به؛ لأنك مسؤولة عن بره، ومسؤولة عن بر الوالدة، وينبغي أن تحرصي على الدعم المعنوي لهذا الأخ، وينبغي أن يفهم أيضا أن الوالدة تريد له الخير، ولكنها ربما أخطأت الطريق، فلننظر إلى نيتها وقصدها، وليس إلى عملها.

نسأل الله أن يعينكم على الخير، ونسعد بالاستمرار في التواصل، ونتمنى أن تأخذي الأمور ببساطة، ولا تعودي إلى ذكريات الطفولة الأليمة، فأنت الآن ولله الحمد وصلت مراحل كبيرة من النضج، تستطيعين من خلالها أن تتعاملي، وينبغي أن تعوضي إخوانك وإن شاء الله تعالى مستقبلا أبنائك ما فقدته من الوالدة، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات