السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
لا أعرف من أين أبدأ، فقصتي غريبة جدا، أنا لم أنم منذ ثلاثة أيام إلا غفوات بسيطة أفيق خلالها وأنا في حالة ذعر، حيث إني وجدت لدغات على جسدي منذ ثلاثة أيام، وقلت أكيد أن هذا هو بق الفراش، فقد آذاني قبل ذلك منذ أربع سنوات، وعذبني وامتص كثيرا من دمي لفترة طويلة، ولم أكن أعلم ما هو، وكنت أنفض سريري، وأغسل مفارشي دون فائدة، وأخبرت أهلي بعد أن لاحظوا اللدغات، وتعجبوا أن أختي تنام معي في نفس الغرفة، ولم تلدغ ولو مرة واحدة.
أنا كل يوم تقريبا أستيقظ وقد لدغت حتى نصحنا أحد المقربين بعد أن شكونا له المشكلة بأن نرمي المرتبة والمخدة والمفرش، وفعلنا –والحمد لله- تخلصت منه وقتها، ولمدة أربع سنوات لم أره، ثم قبل يومين وجدت أربع لدغات في يدي عندما استيقظت من النوم، ومباشرة تذكرت بق الفراش، وبحثت في السرير، والمراتب، ووجدت نقاط دم جزعت جدا، وشعرت بذعر شديد، ورميت المفرش، والمرتبة، والمخدة.
وشعرت أن الحياه اسودت، علما بأني شخصية قلقة جدا، وعندي اكتئاب مزمن، وأتعاطى البروزاك لمعالجة الاكتئاب منذ سنتين حبة كل يوم، ذهبت لغرفة أمي -حفظها الله- ونمت عندها، ولم ألدغ، ولكن لا أستطيع النوم عندها كل ليلة ومضطرة أن أنام في غرفتي مع أختي، وعدت البارحة إلى غرفتي، وكنت طوال الليل مذعورة جدا وحزينة وخائفة، فأنا لا أعلم لماذا يحدث لي هذا، وجدت لدغة واحدة اليوم، ولا أعرف من البق أم لا، أخبرت أهلي أنه من الضروري أن نتصل بشركة مبيدات حشرات، ولكن لا أحد رحب بالفكرة، فلا أحد منهم يعاني سواي، وكانوا مصرين أنها حساسية في الجلد حتى ذهبت لاستشاري جلدية، وأكد لي أنها لدغات، وليست حساسية، لا أعرف ماذا أفعل، كما أن الميزانية لا تسمح بأن أرمي المفارش كل مرة، غسلت جميع ملابسي بالماء الساخن، وأحاول جاهدة أن أحمي نفسي منه، أنا فعلا لم أعد أنام إلا القليل جدا وفي النهار، وظهر علي الإرهاق، والتعب، وتشوش الأفكار.
علما أني محافظة على الصلوات والأذكار، وأسأل الله أن يرفع عني هذا البلاء وأستغفره من كل ذنب، وألا يكون هذا عقوبة، أو غضبا؛ لأني شكوت لواحدة، وقالت ربما غضب، أو مس من الجن، وأخافتني أكثر ونفسيتي تعبت، ولكن ظني بالله حسن، وأسأله أن يفرج همي، فقدت شعوري بالحياة، متعبة جدا، والله إني أحمل في قلبي هما وتعبا يثقلني ما نصيحتكم لي؟ وكيف أتعامل؟ وكيف أسترد شعوري بالحياة؟ بالله عليكم لا تهملوا رسالتي.
سؤالي الثاني: هل لدغات البق تترك أثرا في الجلد؟ علما أني أحاول مقاومة الحك، ولا تترك أثرا في الغالب، ولكني أريدكم أن تطمئنوني، ادعوا لي بالله عليكم، وشكرا جزيلا لتعاونكم وفقكم الله، وأنار قلوبكم بالإيمان ورزقكم الاطمئنان، وأبعد عنكم، وعن المسلمين كل سوء وغفر لنا ولكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
من الجيد -أختنا الكريمة- أنك ذهبت إلى طبيب الأمراض الجلدية، وشخص حالتك أنها نتيجة لدغ بق الفراش، وليست حساسية أو ارتيكاريا بالجلد، ولا تقلقي ففي الغالب لدغ الحشرات لا يترك آثارا في الجلد، ومن الأفضل الاستعانة بشركة متخصصة للتخلص من بق الفراش في أنحاء المنزل المختلفة من ستائر، ومفروشات، ومراتب، والأماكن المحيطة بالأسرة وغيرها بمستحضرات غير ضارة مرة واحدة حتى لا يعود للظهور بمفارش سريرك، والمراتب مرة أخرى بعد تنظيفهم، والتخلص من البق والبيض منهم، وأتركك مع مستشار الأمراض النفسية لتكملة الإجابة على الاستشارة.
وفقكم الله وحفظكم من كل سوء.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة د. محمد علام استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية
وتليها إجابة د. محمد عبد العليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حين اطلعت على رسالتك في بداية الأمر، تخوفت أن عملية حك الجلد هذه التي أتعبتك ربما تكون جزءا من حالة نفسية؛ حيث إن مثل هذه المشاعر والظواهر قد تحدث أحيانا عند بعض أصحاب القلق والعصاب، وفي حالات ذهانية نادرة قد يكون هنالك ما يعرف بالهلاوس اللمسية أوالحسية. ولكن حالتك حالة حقيقية، فالطبيب الجلدي أكد لك ذلك أن هناك لدغا من هذه الحشرات، والأمر في غاية البساطة -إن شاء الله تعالى-، هذه أمور تعالج تماما، قومي باستبدال المرتبة، وأحضري كما قلت قاتلا للحشرات (هذه المبيدات)، وهذا لا يكلف كثيرا، والأمر يكون قد انتهى على ذلك تماما.
لدغ الحشرات إذا تكرر قطعا سوف يترك أثرا في الجسم؛ لذا حاولي أن تعالجي هذا الأمر، ويمكنك استعمال الفازلين بترطيب الجسم، وكذلك مركب (كالمين لوشن)، والذي يعرف أنه يقاوم الحكة بشكل ممتاز جدا، أمرك بسيط، لا تقلقي أبدا، حاولي أن تكوني مسترخية، استمري على علاجك وهو البروزاك Prozac ، ويمكن أن تدعميه بعلاج بسيط جدا هو عقار فلوبنتكسول Flupenthixol، الذي يزيل القلق والتوتر، والجرعة هي نصف مليجرام هذه حبة صغيرة جدا تتناولينها يوميا لمدة شهر، ثم تتوقفي عن تناوله.
أيها الفاضلة الكريمة: تمارين الاسترخاء أيضا بالنسبة لك مهمة جدا؛ فلذا اطلعي على استشارة إسلام ويب، التي هي تحت رقم: 2136015، وطبقي ما بها من إرشاد، ففيها تعليمات بسيطة لكنها مفيدة جدا. أذكرك أيضا بأذكار النوم، أذكار النوم مهمة جدا في مثل هذه الحالات فهي مطمئنه للنفس، ولا شك في ذلك، وأسأل الله تعالى أن يحفظك، يحفظك من كل شيء حتى من هذا البق، وغيره فالله قادر أن يحفظك من هذا، وأمر آخر اصرفي انتباهك عن كل هذا بأن تجتهدي في خدمة المنزل، بأن تتواصلي مع ذويك بأن تذهبي إلى مراكز تحفيظ القرآن، لا بد أن تجعلي للحياة معاني أخرى، إن حصرت نفسك في أمر بسيط، وضخمت هذا الموضوع، وتجسم وأصبح هاجسا وشغلا بالنسبة لك، الحياة أمتع من ذلك وأفضل من ذلك، وهي أكبر من ذلك، بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.