السؤال
السلام عليكم.
شكرا إخوتي على هذا الموقع، وجزاكم الله عنا كل الخير.
أنا فتاة أعمل فنية بمصنع، وأعمل عملا آخرا دون ذلك، بحيث أتقاضى راتبين، فأقسمت أن أتصدق براتب وأنفق الثاني، ولكنني الآن في حيرة من أمري، فلم أعرف لمن أعطي هذا المبلغ، ليس لغياب المساكين، ولكن لأنني بنت عجزت عن البحث، فكيف أبحث عن المحتاجين دون أن يدرك أمري أحد إلا الله؟ وهل من طريقة لإعطائهم المال دون إحراجهم؟ وهل يجوز أن يتمتع به أهلي وإخوتي؟ وهل لي بذلك صدقة وإلا أعتبر حنثت؟
ساعدوني لمعرفة الصحيح من الخطأ، فقد عجزت عن التفكير، وجزاكم الله عني كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ imene حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا، كما نشكر لك علو همتك، وحرصك البالغ على فعل الخير، ونسأل الله -تعالى- أن يزيدك هدى وصلاحا، وأن يأخذ بيدك إلى كل خير.
هذه اليمين التي حلفت عليها -أيتها البنت الكريمة– يمين منعقدة، والأفضل ألا تحنثي فيها – أي لا تخالفيها – فإنها عمل خير وبر، وإن كان يجوز لك أن تكفري كفارة يمين وتتحللي بذلك من هذه اليمين، ولكن الأفضل أن تتصدقي، فإن الصدقة قد وردت النصوص الشرعية من القرآن والسنة في فضائلها، وما دمت لم تحددي أناسا معينين أو فئة معينة تتصدقين بهذا المال عليها، فلك أن تصرفيه في كل أوجه الصدقة، ومن ذلك أقاربك إن كانوا محتاجين ممن لم تلزمك نفقتهم، فإن كان لك إخوة يحتاجون المال أو أعمام أو عمات، أو أخوال، أو خالات، ونحو ذلك، فإنه يجوز لك أن تتصدقي عليهم بهذا المال، وهو في الوقت نفسه صدقة وصلة.
فإذا لم يكن في أقاربك من يحتاج فحاولي أن تسألي وتبحثي عمن يحتاج، وتصدقي، فإن لم تفعلي فعليك أن تكفري كفارة يمين.
نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته أن يوفقك ويزيدك رغبة في الخير والعمل الصالح.