لم أجد تفسيرا للألم الذي ينتابني في صدري، فما سببه؟

0 511

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة في 27 من عمري، وقبل أن أبدأ السؤال أسأل الله العظيم أن يوفق كل القائمين على هذا الموقع، فقد يسروا على الكثيرين.

مشكلتي لم أعد أحتمل معها صبرا، فقد طالت، فلا أنا وجدت الراحة، ولا أنا عرفت مشكلتي، فمنذ سنتين وأنا أشعر بتعب مزمن خاصة في منتصف الصدر، فأنا أشعر وكأنه داخل أحشائي، وإرهاق من السهر أو من طول الجلوس في سهرة محددة بشكل فظيع، فبالرغم من أنني لا أفكر في المشكلة إن مر وقت ولم تحدث لي فإني أنساها، وعندما أكثر من الوجبات؛ فإني أشعر بمجهود وتعب وتعرق وثقل في منتصف الصدر، رغم أني شديدة النحافة، ولم أستطع أن أزيد وزني بسبب هذا التعب، فأجريت تحليلا للدم لأني كان عندي فقر دم، وكان جيدا ولا مشكلة.

أحيانا عند النوم أشعر وكأن شيئا في منتصف صدري يضغط بقوة، يكاد يخرج أحشائي، وكأن أحدا وضع كفه على منتصف الصدر بكل ثقله، ودقات قلبي تتباطأ، فأستيقظ وأنا أتعرق، أحيانا أشعر بخفقان أو ضيق تنفس فأبقى فترة لا أعود للوضع الطبيعي.

أحيانا أرى الموت من ثقل ما أجد، أحاول أن أبعد عني التفكير، وأرخي أعصابي، ولكن الوضع مستمر، ينتابني مع حالتي تلك دوخة بسيطة في بعض الأحيان، ورفة في جانبي الأيسر الذراع والفخذ اليسار، ومعظم الأحيان في وقت الراحة كأن هناك شيئا ثقيلا أسفل عظمة الرقبة يسارا بدون سبب، فأكون غير مرتاحة في الحديث أو الجلوس، وهذا يكون كثيرا جدا.

أجد دقات قلب مفاجئة وقوية، ثم يأتيني بعدها شيء من الرعشة أو البرود في جسمي، وأشعر بأني أحتاج أن أرتاح لفترة حتى تزول أعراض التعب والإرهاق، فأنا لا أستطيع الوقوف أحيانا لأني أصاب بخفقان ودوخة، وكأن هناك شيئا خانقا في جانبي الصدر أعلى اليمين واليسار، مع العلم أن نفسي قصير غالبا.

أحيانا أرجع الطعام كثيرا لأني بعد وجبة كبيرة أشعر بثقل وضيق، وتعرق ودوخة، وتباطؤ في دقات القلب، وكأن هناك ضغطا في منتصف صدري، وأحاول دائما ما أعزو المشكلة للحجاب الحاجز حتى أقلل من تعبي، ولكن التعب أخذ مني أجمل ما في حياتي، لأن قلبي في كل فترة يفاجئني بنوبة لا أجد إلا أن أنطق الشهادة بعد شدة كل نوبة، فهي أرهقتني وأنا أشعر بجسدي جيدا، وأحاول أن أتغاضى ولكن يبدو أن صبري ليس عليه ملام، فو الله إني أجد شيئا عظيما، والحمد لله أنا متفائلة، وإذا مضت فترة ولم تأتني نوبات فإني أمارس حياتي بسعادة.

أجريت تخطيطا وقت الراحة، وهولتر 24، وعملت سونار للمعدة، ولا أدري إن كان يوضح كل شيء، فقيل لي بأنه التهاب بسيط للمعدة، وأخذت دواء ولكن الحال نفس الحال، ولا أعلم ما المشكلة؟ ولا أجد حلا ينهي معاناتي.

مؤخرا صار لدي تحت عظم الرقبة يسارا وأعلى الصدر نغزة مؤلمة بمكان محدد، تكرر كأنها وخز ينبض، وألم بقدمي اليسرى عند النوم غالبا.

إذا كانت المشكلة من الباطنية، فما علاقة التعب والإرهاق والخفقان والثقل الذي يصاحبني؟

لا أستطيع تحمل المزيد فشدة ما أجد أشعر بأنه يجعلني عرضة للموت المفاجئ، أنا لا أبالغ ولا أوسوس أبدا، لأني كثيرا ما أنسى كلما مررت به حالما بقيت فترة بدون تعب، ولكن بلغ السيل الزبى، كلما هدأت وعدت لطبيعتي صارعت الموت فأصدم مما أجد.

اقترب زواجي وأنا حزينة جدا لما أجد، فإذا كنت أصاب بالإرهاق من أقل شيء، فكيف لي أن أنجب أطفالا أو أتحمل الحمل إذا ما عالجت نفسي، وقد حاولت أن أتناول أدوية من تلقاء نفسي، ولكن أجد أن بعض الأدوية تتعبني.

آسفة جدا للإطالة، ولكني لم أعد أستطع أن أمارس حياتي أبدا، فهل لتراكمات السنين والآلام النفسية والغضب منذ طفولتي أثر علي؟ فأنا أشعر أن أعضائي قد أصابتها الشيخوخة، وأنا أعلم أن الهموم تؤثر سلبا، وقد تجرعت منها الكثير.

بعد أن نضجت بدأت أفهم الحياة جيدا، وأصبحت أكثر تفهما وأقل غضبا، ولكن أصبح دور جسدي في الأمراض.

وفق الله من سيجيب عن حالتي، فقد تعبت وأنا أعزو الحال للتفكير أو الوسوسة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جنى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بداية أريد أن أثني على عباراتك التي كتبت بها الرسالة، حيث أن بها مفردات قوية تنم عن ثقافة ووعي وإلمام بمفردات اللغة، وهي صفات قليلا ما نجدها في هذا الجيل، مع القدرة على التعبير عن حالتك ووصفها بدقة، وهذا سوف يسهل الطريق للتشخيص ثم العلاج -إن شاء الله-، فعندما تتفهمين طبيعة المرض وطرق العلاج بأمر الله تعالى.

والنحافة ليست مرضا في حد ذاتها، ولكنها عرض لمرض قد يتم تشخيصه وقد يتوه التشخيص بين الإرهاق والتعب والضيق، وكل تلك العبارات الفضفاضة التي تمثل أعراضا ولا تمثل تشخيصا لمرض محدد.

وهناك مرض يصيب الفتيات المراهقات، ويستمر معهن لفترة بعد ذلك قد تطول وقد تقصر، وهو مرض يسمى: Anorexia nervosa وهو مرض نفسي يتصف بالاضطراب في الأكل، والانخفاض الشديد في وزن الجسم، مع الخوف من زيادة الوزن، يعرف عن المصابين بهذا المرض أنهم يتحكمون بأوزانهم عن طريق تجويع أنفسهم، وهي حالة معقدة تنطوي على مكونات بيولوجية عصبية ونفسية واجتماعية.

وتختلط أعراض ذلك المرض مع مرض آخر وهو مرض Bulimia، وهو مرض نفسي آخر، وفيه يتعمد المريض القيء بعد تناول وجبة كبيرة، ومن أشهر مرضى ذلك المرض ديانا أميرة مقاطعة ويلز الشهيرة.

وبالتالي فلك زيارة طبيب نفسي، للوقوف على الحالة وتشخيصها، وعمل جلسات تحليل نفسي لإخراج ما بداخلها من توتر وقلق، ولفهم طبيعة المرض، فكل ذلك يساعد كثيرا على الشفاء -إن شاء الله-، والعلاج هو أسهل ما في الموضوع، وهناك الكثير من الأطعمة تحتوي على فواتح شهية بطبيعتها، مثل: المخللات، والسلطات، والمشويات، ويمكن لك تعويض عدم الرغبة في الأكل عن طريق أكل وجبات خفيفة ومتكررة، وتحتوي على بعض الفطائر والمعجنات والتمر والعجوة مع زيت الزيتون، وبعض الأشربة التي تحتوي على الحلبة والسمسم والمكسرات، وهي أطعمة تفتح الشهية، وتحتوي على سعرات حرارية عالية.

ومن أعراض مرض Anorexia nervosa: الخوف الشديد من اكتساب الوزن أو السمنة، على الرغم من النقص في الوزن، مع انقطاع أو اضطراب في الدورة الشهرية، ووجود حالة من الأنيميا ونقص الحديد في الدم التي تؤدي إلى الشعور بالكسل والخفقان وضيق التنفس، ويصاحب تلك الحالة حالة من الاكتئاب، وهي التي تغذي الشعور بالموت أو حتى محاولة الانتحار، ومن أول خطوات النجاح في علاج المرض هو تشخيصه.

ويمكن وصف الأدوية المضادة للاكتئاب في علاج هذا المرض، مثل cebralex 20 mg، وهذا الدواء يحسن الحالة المزاجية، ويعطي الشعور بالراحة النفسية، ويعالج الاكتئاب مع الاستمرار على تناول الدواء 6 شهور متواصلة، ثم التوقف عنه وسحبه بالتدريج عن طريق أخذ نصف قرص يوميا، ثم نصف قرص يوما بعد يوم لعدة شهور أخرى، وهذا سوف يؤدي -إن شاء الله- إلى تحسن الشهية، بالإضافة إلى ما ذكرناه من تناول وجبات خفيفة ومتكررة ومليئة بالسعرات الحرارية حتى يزيد الوزن.

مع المصالحة مع النفس، وتغذية الروح كما نغذي الجسد، من خلال: الصلاة على وقتها، وبر الوالدين، وقراءة ورد من القرآن، والسماع للترتيل في السيرة، وفي البيت وممارسة الرياضة بشكل منتظم، كل ذلك يحسن الحالة المزاجية، ويساعد الدواء على العلاج، ثم الكتابة لنا مرة أخرى على الموقع للاطمئنان على حالتك -إن شاء الله-.

وفقك لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات