السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد التحية..
أعاني من مرض الفصام العقلي؛ لكني -بحمد الله- تغلبت على هذا المرض، وتمكنت من الحصول على درجة البكالوريوس في الكيماء، وأنا الآن أعمل معلما، وعمري الآن 38 عاما، وما زلت أعزبا بسبب أن صاحب هذا المرض من المستحيل أن يتزوج؛ لأنه لا يوجد فتاة في الكون ترضى به زوجا، وبالفعل تقدمت لأكثر من فتاة، وكأنني كنت أطرح طرفة، أو نكتة عليها، وعلى أهلها عندم تقدمت لهن، وأنا أعاني من الشهوة المفرطة، وأنا لا أستطيع الصيام كحل بديل للتخفيف من الشهوة كما تعلمون بسبب الآثار الجانبية للدواء الذي أتناوله والتي تؤثر علي فلا أستطيع الصيام.
طلبي منكم أن تدلوني على طريقة للتخفيف من الشهوة المفرطة دواء مثلا، أو أعشاب تخفف من الشهوة، فالحلال في وجه مريض الفصام العقلي مسدود، فكيف أتق الحرام؟
وجزاكم الله خيرا عنا وعن المسلمين.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك ابننا الكريم في الموقع، ونسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يلهمك السداد والرشاد، ونؤكد أن الإنسان الذي استطاع أن ينجح بتوفيق الله وأن ينجح في مادة مثل الكيمياء جدير إن شاء الله بكل خير، وهنيئا لك بهذا الإصرار على النجاح وهذا الصبر، ونسأل الله أن يعوضك خيرا، وأن يكتب لك الأجر والثواب عنده، هو ولي ذلك والقادر عليه.
ونحب أن نؤكد لك أن الإنسان الذي يعي وعنده هذا النضج لا بد أن يتزوج، وسيجد من تقبل به بحول الله وفضله ومنه، وكذلك نتمنى أن يكون عند الأطباء – وستسمع إفادات الطبيب المختص – أن تكون عندهم حلول لمثل هذه الحالات، والمسألة طبعا نحن نبنيها على ما يصل إليه الأطباء بناء على توجيهاتهم من تصنيف الحالة وتقييمها، ومع ذلك فإنا ندعوك إلى أن تقبل على من تقبل عليك، فستجد من ترضى بك وتكون إلى جوارك، وكثير من الناس كانت الزوجة سببا في تحسنه وتحسن أداء حالة المرض؛ لأن المرأة خير معين للإنسان.
نتمنى أن تنظر في هذه المسألة من كافة الجوانب، وأرجو أن يكون عند الأطباء حل لك، ونسأل الله أن يعينك على الخير، ونحن بدورنا نذكرك أن الحرام ما ينبغي أن تقترب منه مهما كانت الأسباب، ومهما كانت المغريات، ومهما كانت الدوافع؛ لأنك بعقل واع وناضج، وتعرف الحلال من الحرام، فليس لك ما يبيح ذلك أبدا، وليس لك عذر في الوقوع فيما يغضب الله تبارك وتعالى، وأنت -ولله الحمد- عندك من العقل والنضج الذي اتضح لنا من خلال هذا السؤال ما يدل على أنك على خير، فنسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.
+++++++++++++++++++++
انتهت إجابة: د. أحمد الفرجابي .. المستشار التربوي والأسري.
وتليها إجابة: د. محمد عبد العليم .. استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان.
+++++++++++++++++++++
أتفق معك أن الأمراض النفسية، وكذلك الأمراض الذهانية قد ارتبطت بشيء من الوصمة الاجتماعية والمفاهيم الخاطئة وسط الناس، لكن هنالك تغيرات إيجابية كثيرة الآن، حيث أصبح الكثير من الناس يتفهمون طبيعة هذه الأمراض، وأنه يمكن علاجها.
الذي أود أن أؤكده لك أن مرضك لا يمنعك من الزواج، من الواضح أنك إنسان مقتدر متوازن، تملك الأهلية التامة، كل المطلوب منك هو أن تتقدم إلى أسرة صالحة، وأنا متأكد أن والد أي فتاة يتفهم وينظر إلى الحياة بواقعية لن يرفضك أبدا.
اذهب إلى هؤلاء واطلب يد بناتهم، لا تذهب إلى أي مكان، والشيء الذي أنصحك به: كلمة الفصام العقلي كلمة منفرة جدا، أنت قل للناس أنك تعاني من حالة نفسية، وأنك -الحمد لله تعالى- تلقيت العلاج، وأنت بخير الآن وتواصل عملك وتريد أن تتزوج، ومن أهل البنات من يريد أن يذهب معك إلى الطبيب النفسي الذي تتعالج عنده ليشرح لوالد الفتاة الحالة، هذا لا بأس فيه أبدا، وهذا المنهج أنا انتهجته لسنين طويلة، -والحمد لله تعالى- وبتوفيق من الله تزوج الكثير من المرضى الذين يترددون علينا، حتى من الذين يعانون من أمراض أشد من حالتك، حتى بعض الذين يعانون من القصور العقلي أو - ما يسمى بالتخلف العقلي – تم زواجهم -الحمد لله تعالى-.
فالذي أرجوه منك هو أن تبحث عن الفتاة الصالحة التي يكون ولي أمرها من الأشخاص المتفهمين، -وإن شاء الله تعالى- سوف تجد من يساعدك في هذا الأمر، مثلا تحدث مع إمام مسجدك، تتحدث مع أحد من الأعيان المعروفين الذي يستطيع أن يوجه التوجيه الصحيح في مثل هذه الحالات.
وبالنسبة لموضوع الشهوة: أنا لا أعتقد أنك تعاني من شهوة مفرطة، لكن رغبتك في الزواج هي التي أعطتك هذا الشعور، وشعورك شعور منطقي ليس مرفوضا.
الحل هو الزواج، لا تتناول أي أعشاب، لا تتناول أي أدوية مثبطة للشهوة، وأنا أعرف العشرات من الأدوية المثبطة للشهوة، لكن لا أنصحك بذلك أبدا.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.