السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على ما تقدمونه ونفع بكم.
أنا فتاة عمري 25 سنة، أصبت قبل تسع سنوات أو أكثر بحركات غير إرادية في وجهي عندما انفعلت في موقف ما، وبعد ذلك الموقف لازمتني هذه الحركات، كنت قبل أن تصيبني فقط أفعل هذه الحركات في وقت غضبي وبإرادة مني، ولكن بقية الوقت أكون متحكمة في حركات وجهي، تزداد هذه الحركات جدا في مواقف الصمت والاستماع إلى شخص آخر، وتختفي تقريبا في مواقف الضحك والكلام أحيانا، مثلا عندما تشرح الأستاذة أو أصمت في موقف، أو أستمع لأحد أيا كان، لا أستطيع أن أقبض عضلات وجهي، وتكون حركات وجهي جدا غاضبة وغير ثابتة، لا أستطيع أن أثبت لمدة ثانية حتى، لدرجة أني تعرضت لمواقف محرجة كثيرة جدا، بمعنى أن الشخص المقابل لي لا يرتاح معي، ولا يحب أن ينظر إلي، وأحاول أن أقلل من حضور المناسبات، وإن حضرت تعرضت لمواقف.
الآن بعد مرور هذه السنوات استطعت أن أخففها قدر ما أستطيع، أحاول أن أنشغل عنها ولكنها موجودة وملاحظة جدا، شكوت لأهلي حالتي فقالوا أنهم لا يلاحظونها ولم يكترثوا بالأمر، ولكن وبخني أشخاص كثر ممن أعرفهم على هذه الحركات، لا يوجد دكتور في مدينتي ولم أشخص حالتي عند دكتور، أرجو منك يا دكتور أن تصف لي الحل، ماذا أفعل في هذه الحالة؟ وهل أسكت عنها أم ماذا؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ألم الجوى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الحركات اللاإرادية في الجسم - خاصة في الوجه - لها أسباب إما عضوية أو نفسية، الأسباب العضوية تتعلق بالجهاز العصبي، والحالات النفسية تتعلق بالقلق والتوتر، وهنالك حالة تسمى (متلازمة توريت)، تظهر فيها هذه الحركات الانقباضية اللاإرادية، أو الإرادية جزئيا، وهذه الحالة بالرغم من نادرتها لكنها معروفة، وهي تعالج بواسطة بعض الأدوية النفسية وكذلك تمارين الاسترخاء.
كنت أتمنى أن تستطيعي أن تعرضي حالتك على طبيب، وحتى إن كان هذا الطبيب ليس طبيبا مختصا نفسيا، حتى ولو كان في الأمراض العصابية أو الباطنية سيفيدك، وأنصحك أن تقومي بتصوير هذه الحركات اللاإرادية عن طريق التليفون مثلا، تصويرها عدة مرات -يعني بالفيديو- وبعد ذلك اعرضيها على الطبيب، ومن خلال وصفها يستطيع الطبيب أن يوجه هل هي حركات لا إرادية أو منشؤها أمر آخر؟
والذي يظهر لي أن القلق هو الأساس فيها، ونصيحتي لك هي أن تلجئي إلى تمارين الاسترخاء بكثافة شديدة، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم: (1236015)، هذه الاستشارة توضح أهمية تمارين الاسترخاء، وفوائدها، وكذلك كيفية تطبيقها، طبقيها بدقة شديدة ومتناهية بمعدل مرتين في اليوم صباحا ومساء، وأعتقد أنها سوف تكون ذات فائدة كبيرة جدا بالنسبة لك.
أرجو ألا توقفي أنشطتك الاجتماعية، ليس هنالك ما تخافينه أو تخشينه، لا أحد يقوم بتحقيرك، وهذه الحركات اللاإرادية معروفة وسط الناس، والكل يعتقد أنها ناتجة من القلق. هذا هو الذي أنصح به، أما بالنسبة للعلاج الدوائي فأعتقد أن مقابلة الطبيب مهما كان تعتبر ضرورية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.