نقص الأوكسجين أثناء الولادة هل له علاقة ببكاء الطفل الدائم؟

0 484

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تعرض ابني لنقص في الأوكسجين أثناء الولادة، مما أدى إلى بقائه في عناية الأطفال لمدة 23 يوما، وحدثت له مشاكل صحية كثيرة وشفي -ولله الحمد- الآن ابني في سن 11 شهرا، ويعاني من ضعف في التركيز والحركة، وصغر في محيط الرأس، ولا يستطع الجلوس حتى الآن، ولا يصلب قدميه عند وضعه واقفا إلا في نادر الأوقات، بالإضافة إلى أنه كثير البكاء.

سؤالي: هل للبكاء الدائم علاقة بحالته؟ وما سبب صغر حجم محيط الرأس؟ وهل سيؤثر عليه؟ وباقي الأعراض ما العلاج المناسب لها؟ وهل يمكن أن يعود طبيعيا كباقي الأطفال؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من الواضح أن الطفل عانى من درجة متقدمة من نقص الأوكسيجين أثناء الولادة، ويعكس ذلك المدة الطويلة التي مكثها في وحدة الأطفال حديثي الولادة، ويعكسه أيضا صغر محيط الرأس، فمحيط الرأس يعكس نمو المخ، والطفل يولد ومحيط رأسه حول الخمسة والثلاثين سم، ويزيد في السنة الأولى ليصل إلى حوالي خمسة وأربعين سم.

بالطبع تلك الأرقام متوسط الطبيعي، وللأطفال مكتملي شهور الحمل وليس ناقصي النمو، فصغر محيط الرأس يعكس وجود ضمور بالمخ ناتج عن تلف في بعض خلايا المخ نتيجة تعرضها لنقص الأكسيجين أثناء الولادة، وهؤلاء الأطفال يعانون من تأخر عصبي حركي، وأحيانا يعانون من تأخر في الجوانب الذهنية من كلام وتفاعل اجتماعي مع الآخرين وغيرها، وبعضهم يعاني من تشنجات عصبية، تلك الحالات قد تستفيد جزئيا من جلسات العلاج الطبيعي للمساعدة على اكتساب القدرات الحركية، ولتجنب حدوث تيبس بالمفاصل، وبالتالي تشوه في وضعية المفاصل نتيجة قصر طول أوتار العضلات.

كما أن كل الأطفال يبكون لأسباب عديدة، ويعكس البكاء عدم راحة الطفل أو تضايقه من شيء ما، وهؤلاء الأطفال قدراتهم الحركية لا تساعدهم، وبالتالي يكونون في حالة عصبية زائدة، لذا فهم يبكون أكثر من المعتاد.

التعامل مع تلك الحالات يتطلب صبرا كثيرا واحتساب الجهد المبذول عند الله سبحانه وتعالى، والله وحده عنده خير الجزاء للصابرين على تلك النوعية من المشكلات.

مسألة أن يعود الطفل طبيعيا مثل الأطفال الآخرين: تلك الجملة أريد أن أعلق عليها، بأن الناس لا تتشابه، وليس كل طفل مثل الآخر، وحكمة الله سبحانه وتعالى أن جعل لكل منا بصمة وراثية تختلف عن الآخر، وبالتالي ملامح مختلفة، وطباع مختلفة، وقدرات مختلفة، وبالتالي علينا بأن نكثر من ذكر الله، ونشكره، ونحمده على ابتلائه، ونتعامل مع الأمر بالصبر والاحتساب، ونبذل كل ما لدينا لمساعدة الطفل، ومحاولة إكسابه أكبر قدر ممكن من القدرات لمساعدته عن طريق المتابعة الطبية، وجلسات العلاج الطبيعي.

هذا والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات