السؤال
السلام عليكم
أنا فتاة، منذ سنة أعاني من انسداد الأنف، عندما أنام على جنبي اليمين تنسد فتحة الأنف اليسار، وبالعكس، وأحيانا تنسد الفتحتان، ذهبت إلى طبيب، قال: أعاني من التهاب الجيوب الأنفية، وانحراف الحاجز قليلا وتضخم القرنيات، أخذت علاجا لمدة شهور من الأدوية، ولم تتحسن حالتي! وذهبت إلى طبيب آخر، وقال: لابد من عملية استئصال جزئي للقرنية، وتعديل الحاجز.
الحمد لله، لقد عملت العملية تقريبا منذ أسبوع، وعند إزالة الانسداد عن أنفي بيومين رجعت حالة أنفي لسابق عهدها، وعندما تنسد الجهة اليسرى، أحس بمادة رخوية أو مخاطية تنزل من الأنف الجهة اليسرى إلى اليمنى، وينسد الأنف، والعكس.
خائفة جدا أن لا تتحسن حالتي، هل هناك مشكلة في أنفي؟ أرجو المساعدة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Emty حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
هذه الحالة مميزة لالتهاب الأنف التحسسي أو الوعائي الحركي, حيث أن في الأنف تراكيب تدعى القرينات الأنفية، وهي موجودة عند كل البشر, في هذه القرينات توجد أوعية دموية قابلة للتوسع بأوامر عصبية من الأعصاب المبهمة المغذية لها، والامتلاء بالدم، وبهذا يزداد حجمها ويحصل الانسداد الأنفي.
التوسع الوعائي في هذه القرينات يحصل إما بشكل عارض أثناء الالتهابات الأنفية الحادة, وإما بشكل متكرر ومزمن، كما هو الحال لديك -أختي السائلة- والسبب هو وجود التهاب مزمن في الأنف، سببه تحسسي أو وعائي حركي، كما ذكرت لك.
من الواجب قبل إجراء العمل الجراحي، ومحاولة العلاج الدوائي بالبحث عن سبب التحسس، والذي قد يكون في الفراش أو المخدة، طالما أن الأعراض لديك خصوصا عند النوم ( حساسية من الصوف أو الإسفنج أو الريش أو العت ... ).
بعد الكشف عن العامل المسبب بالتحاليل الدموية لابد من الوقاية من العامل المسبب، ويمكن إعطاء مضادات التحسس الفموية، وبخاخات الكورتيزون الموضعي الأنفية.
أما في حال فشل العلاج فالحل هو إصلاح الانسداد الأنفي جراحيا، بقطع جزئي وصغير، (وليس كاملا أو كبيرا) في القرينات, وإصلاح الحاجز الأنفي وإعادته للخط المتوسط للأنف.
بعد العملية يوضع (دك) أنفي ل 48 ساعة، ويزال بعدها, لتبدأ عملية الشفاء، حيث في الأيام الأولى يحدث وذمة ( تبدأ بالظهور مباشرة بعد سحب الدك الأنفي) من الرض الجراحي أثناء العملية، كما يحدث نزيف دموي من الجرح، وهذا الدم بحاجة للتنظيف المتكرر اليومي بغسيل الأنف بالسيروم الملحي قبل أن يتحول إلى خثرات كبيرة، وسادة لتجويف الأنف.
كما يحدث في الأسبوع إلى العشرة أيام الأولى نزيف مصلي مخاطي من الأنف، وهو أيضا من الجرح, تعطى المريضة المضادات الحيوية من اليوم الأول للعملية، ولمدة أسبوع مع التنظيف المتكرر ( كل ساعة ) للأنف بالسيروم الملحي من قبل المريض, وتنظيف كل يومين عند الطبيب الجراح لسحب المفرزات المخاطية، والخثرات السادة للأنف، قبل أن تسبب التصاقات في داخل الأنف.
من الأسبوع الثاني يتابع المريض نفس المنوال لغسيل الأنف بالسيروم الملحي، ويزور الطبيب مرتين خلال هذا الأسبوع للمتابعة، والتنظيف لداخل الأنف.
جميع الأعراض بعد العمل الجراحي من ألم وانسداد ونزيف دموي ومخاطي، ومصلي تخف كثيرا أو تزول خلال الأسبوع الثاني للعمل الجراحي.
لذلك أختي السائلة لا تستعجلي النتيجة، لأنها بحاجة لمتابعة العلاج حتى تمام الشفاء بإذن الله, أحب أن أنبهك على أن التحسس الأنفي لا يزول بالجراحة، وإنما الهدف من الجراحة هو فتح المجرى الهوائي, ولابد من متابعة الوقاية من عوامل التحسس، وأحيانا قد نحتاج للأدوية التي ذكرتها سابقا أثناء نوبات التحسس.
الحمد لله على سلامتك، وأتم الله عليك الشفاء.