السؤال
السلام عليكم
أنا شاب مسلم، وعمري 19 سنة، وأنا والحمد لله قد تبت عن الكثير من المعاصي، والتزمت بالصلاة، ومعظم الفضل يعود لموقعكم هذا، إلا أنه بقي شيء واحد وهو: أنني على علاقة مع فتاة منذ أربع سنوات، ولا تزال العلاقة إلى الآن، وهي من النوع الذي يتكلم مع الكثير من الشباب ولها سوابق؛ بحيث أني أعرف أنها قد دعت حبيبها السابق في بيتها دون علم أهلها، ولكن لم يحدث شيء بينهما إلا الحضن، وهي تقول: إنها تائبة عن ذلك، وكانت صغيرة وطائشة.
لا أعرف لماذا أنا متعلق بها! وأظن أن الأمر قد تمادى؛ بحيث أننا نتكلم في أمور ومواضيع من المفترض أن لا تفتح إلا مع الزوج وزوجته -الجنس-، وصارت ترسل لي صورا عارية لجسدها، ونمارس العادة السرية معا، وأحيانا أمارسها على صورها.
سؤالي هو: هل هذا يعتبر زنا -التكلم في الجنس معها ومشاهدة صورها-؟ وإن لم يكن فما هي الكفارة لهذا؟ وهل يجب الزواج من هذه الفتاة؟ ساعدوني رجاء فإن ضميري يؤنبني كثيرا، ولا أستطيع أن أركز في حياتي، ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ stranger09 حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أيها الولد الحبيب- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يتوب علينا وعليك، وأن يأخذ بيدك إلى كل خير.
نهنئك أولا -أيها الولد الحبيب- بما قطعته من مشوارك في طريق التوبة والإصلاح لأحوالك، ونسأل الله تعالى أن يتمم لك الأمور بخير، وما أنت مقيم عليه من هذا الذنب مع كونه إثما ومعصية لله تعالى إلا أنه سيجرك إلى ما لا تحمد عاقبته، وقد تندم حين لا ينفع الندم، فهذه حبائل الشيطان نصبها لك لتقع فيها، والواجب عليك أن تسارع في التوبة إلى الله تعالى من كل ما ذكرت من ذنوب، وقد قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم:{ يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر}.
فكل ما ذكرته -أيها الحبيب- من المحرمات، وتوجب سخط الله تعالى وعقابه، وعقاب الله وسخطه لا تقوم له السموات والأرض، فكيف تقوم له أنت أيها العبد الضعيف المسكين.
ومن ثم لا غرابة -أيها الحبيب- أن تشعر بالقلق والاضطراب في حياتك، فمن هذا الذي عصى الله تعالى ثم سعد؟ وفي المقابل من الذي أطاع الله تعالى ثم شقي؟ والله عز وجل إنما جعل الحياة السعيدة الطيبة مكافأة وثوابا لمن آمن وعمل صالحا كما قال في كتابه الكريم:{ من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة}.
نحن ندعوك -أيها الحبيب- أن تأخذ بالعزم والجد، وأن تستعين بالله تعالى وتقرر فورا قطع هذه العلاقة بهذه الفتاة، والتعرف على الشباب الصالحين، والإكثار من مجالسة أهل الفضل والعلم، وحضور مجالس الذكر، واستبدال الرفقة السيئة برفقة صالحة، فهذه من أسباب التثبيت والإعانة على البقاء على طريق الخير.
نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته أن يتولى عونك ويأخذ بيدك، وما ذكرته -أيها الحبيب- من النظر إلى ما حرم الله تعالى، أو التحدث بما يسخط الله تعالى ونحو ذلك، كله من الزنى، فقد حكم النبي -صلى الله عليه وسلم- على مقدمات الزنى بأنها زنى، فقال:( العينان تزنيان وزناهما النظر) ومن ثم فإنك مطالب -أيها الحبيب- بأن تسعى جادا في التخلص من هذه الذنوب ومن آثارها، والله عز وجل سيتولى عونك ويأخذ بيدك إذا علم منك الصدق في التوبة.
نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته أن يتوب علينا وعليك، ويوفقك لكل خير.