السؤال
السلام عليكم.
متزوجة، ولدي طفلتان، وتوقفت عن الإنجاب لمدة 9 سنوات، ورغبت في طفل ثالث، ولكن لدي تخوف من الحمل، وبعد أن اكتشفت بأني حامل فرحت، وكل التحاليل تثبت سلامة صحتي الجسدية -والحمد لله-، ولكن للأسف أجهضت منذ أسبوع في الشهر الثاني، وﻻ أدري ما سبب ذلك، فكل ما أعرفه هو أني كنت طوال وقتي من قبل الحمل بشهر أو شهرين شبه مكتئبة، وعندما حملت شعرت بمشاكل في التنفس، وأظن أن جسدي لن يتحمل هذا الحمل، فقد كان وزني 38 كيلو فقط، وكنت أرى في وجه الناس تعجبهم من ضعفي وحملي، ومع هذا كنت متلهفة لطفلي الجديد، وراضية بالواقع أشد الرضى، وكنت أنتظره، ولكن قدر الله وما شاء فعل، وأتمنى الآن أن أحمل من جديد -بإذن الله-.
سؤالي:
كيف أتخلص من هذا الشعور بالمرض بأنه موجود فعلا؟ كأن أشعر بمشكلة في التنفس مع أني أتنفس بشكل جيد وجميل، وكيف أتخلص من الأحاسيس السيئة هذه؟ فهي تتحقق وتتعبني وتحرمني الحياة الإيجابية؟
أتمنى أن تتوفر لديكم الإجابة بارك الله فيكم ونفعنا بكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هواجر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له). رواه مسلم، وبالتالي يجب أن تقتنعي وتدركي أن كل ما يختاره لك الله خير، فلا يتسرب الشعور بالاكتئاب إلى نفسك، وقد حماك الله من تجربة قد تكون قاسية عليك لو اكتمل هذا الحمل وأنت في جسم طفلة.
ووزن 38 كجم يشير إلى نحافة شديدة وضعف عام في البنية، وبالتالي قدر الله لك عدم اكتمال الحمل، لأن جسمك بهذا الوزن لن يقدر على تحمل الحمل وتبعاته.
وننصحك -أختنا الكريمة- بعدم التفكير في الحمل في الشهور ال 6 القادمة، والعمل على زيادة الوزن من خلال الطعام المغذي الجيد، ومن خلال تناول فاكهة التين والتمر مع العسل، والبروتين الحيواني والمخبوزات والأرز، مع عمل تحليل صورة دم، ووظائف الغدة الدرقية، وتحليل بول وبراز، وتناول العلاج والفيتامينات المناسبة، وتناول الفوليك أسيد، وكبسولات فيتامين د، وحبوب الكالسيوم، ومنتجات الألبان، حتى يتحسن الوزن، وحتى تقوي بطانة الرحم وتتخلصي من آثار الحمل السابق، ومعرفة وضعك الصحي السابق، ومدى الضعف الموجود، سوف يساعدك على نسيان تلك التجربة، وقد يحدث بعض الشعور بالاكتئاب بعد تجربة الإجهاض، وبإمكانك السفر في إجازة أو زيارة عائلية لتغيير الجو، وهذا كفيل بإخراجك من حالة القلق والتوتر إلى رحابة الهواء الطلق، وترويض النفس.
حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك لما فيه الخير.