ابني يدخن ويصاحب الأشرار.. كيف أكسبه وأصرفه عنهم؟

0 430

السؤال

السلام عليكم

لدي ثلاثة أبناء وبنت، الأبناء في سن المراهقة، البكر يعمل منذ فترة طويلة، وموفق في عمله ويصلي -لله الحمد- مع أنه يقطع صلاته أحيانا، أما الابن الثاني فالمشكلة كبيرة معه، قليل العمل، كثير النوم، كان يصلي لفترة قصيرة، ثم ترك الصلاة، والمصيبة الأكبر أن أصدقاءه من نفس الحارة كلهم مثله لا يصلون، ويلهون كثيرا، لا أعرف ماذا أعمل معه؟

علما أني حاولت كثيرا لأوفر له صحبة جيدة من المسجد، ولم يفد ذلك، والمصيبة الأكبر أن ابني هذا لديه ميل لعمل أشياء خطيرة، ويميل لصحبة أصحاب السموم، وسرقة السيارات، مع أني لا أنام بالبيت بسبب مراقبتي له خارج البيت، وهو مدخن كان يطلب مني مصروفه، قاطعته لفترة حتى عاد يعمل مثل أخيه، ولكن يبدو أن لديه مشاكل نفسية، ذهبت معه عند طبيب نفسي، وقال الطبيب: ليس لديه شيء إلا القليل من الخوف للاختلاط مع الناس، (الأب لم يعتن بأولاده منذ الصغر) كنت أنا طوال الوقت معهم.

سؤالي: إذا لم أعط ابني المصروف ربما يتوجه لطرق محرمة لجلب النقود لشراء السجائر، وأنا لا أريد إعطاءه، وهو يعدني أنه سوف يعمل، ولكن عمله ليس يوميا، يعمل يوما، وباقي الأيام لا يعمل.

أفيدوني، بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أمل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك ابنتنا الفاضلة في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يقر عينك بصلاح هؤلاء الأبناء، وأرجو أن تستفيدي من النجاح الأول في تشجيع الآخرين، مع ضرورة أن يكون بداية الصلاح والإصلاح في هذا البيت بإصلاح العلاقة مع الله، وخاصة في أمر الصلاة التي هي صلة بين العبد وربه تبارك وتعالى.

ونؤكد أن هذه المرحلة تحتاج إلى استخدام الحوار، بدل التعليمات، استخدام الإقناع، كما قالوا: (إذا أردت أن تطاع فعليك بالإقناع)، عليك أن تكوني صديقة لهم، وكذلك الأب يكون أول صديق لأبنائه، يقترب منهم، يحاول أن ينصح لهم، يحاول أن يعطيهم مسؤوليات، يشعرهم بحاجة البيت إليه، وتشعروهم بأنكم فخورين بنجاحاتهم، التي ينبغي تسلطوا عليها الأضواء.

أما إذا أردت أن تعطي هذا المتعطل مصروفا، فلست أدري في ماذا سيستخدمه؟ ولكن أتمنى أن يسبق ذلك حوار وإقناع، ولا تعطيه إلا الأشياء الضرورية إذا احتاج، ولا نؤيد فكرة الاستمرار في إعطائه المصروف حتى لا يستمرئ هذه المسألة، فيعتاد التبطل والتعطل عن العمل.

كذلك ينبغي أن تلجئوا إلى الله تبارك وتعالى، فإن قلوب هؤلاء الشباب وقلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها ويصرفها كيف يشاء.

كذلك أنتم بحاجة لخطة موحدة في البيت، خاصة في هذه المرحلة، فإن دور الأب يزداد، أنت تشكري على الأدوار التي قمت بها، لكن وجود الأب في التربية أساسي، ومراقبة الأب في الخارج هي الأنجع، وهي الأنجح؛ لأنك لا تعرفين ما الذي يحدث في الخارج، ومهم جدا أن تحاولوا أن تشغلوه عن أصدقائه دون أن تنتقدوهم، انتقاد الأصدقاء انتقاد له ولاختياراته، ولكن شجعوه على العمل، نبهوه أن البيت بحاجة إليه، حاولوا أن تسألوه عن معايير ومواصفات الأصدقاء الصالحين، ثم بعد ذلك نسأل هل هي متوفرة في أصدقائه؟ يعني نستخدم الأسلوب الحواري في انتزاعه من هذه الرفقة السيئة التي لها تأثير خطير على الإنسان، والمسألة فعلا تحتاج إلى اهتمام منك ومن الأب أيضا.

وأيضا لا تظهري العجز أمامهم، ولا تحاولي تسليط الأضواء على السلبيات، حاولي أن تذكري بالإيجابيات، افتحوا أمامهم آفاق المستقبل، أعلنوا قبولكم لكل واحد منهم، احرصوا على العدل بينهم، فإن هذه قواعد أساسية في النجاح مع التعامل مع الشباب في هذه المرحلة، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات