السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا عمري 19 سنة، أكملت الثانوية، لكن بعد التخرج احترت في التخصص في دراسة الجامعة، وخفت أن أختار شيئا وأندم عليه, وقررت في السنة التي بعد التخرج ألا ألتحق بالجامعة حتى أفكر وأقرر ماذا أريد بالضبط.
لكن المشكلة أني في مرات أحس بالضيق والندم أني لم أذهب للجامعة، وأن عمري سيذهب، مع العلم أني -إن شاء الله- سألتحق بالجامعة بعد فترة.
سؤالي: هل هذا الذي فعلته صحيح أم خطأ؟ وهل ستكون الدروس الجامعية صعبة علي أم سهلة؟
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ندى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك ابنتنا الفاضلة، ونأسف حقيقة لهذا الخلل في نظام التعليم في ديار المسلمين؛ لأن الطالب ينبغي من البداية أن تكون له أهداف واضحة، حتى في المراحل الابتدائية لا بد أن يحدد المسار الذي يريده، ولا بد أن تشجع المدرسة ويشجع البيت كل إنسان في أن يميل إلى الاتجاه الذي يجد نفسه فيه، فما من إنسان إلا وقد وهبه الله مواهب وأعطاه مؤهلات يصلح بها في جانب، وسيسبق في هذا الجانب الذي هيأه الله تبارك وتعالى ليكون من المتفوقين فيه.
أما وقد حصل هذا التقصير من البيوت ومن التربويين ومن المدارس ومنا جميعا في أننا لم يكن لنا أهداف واضحة، فإنا نتمنى (بسرعة) أن تحاولي أن تناقشي خبيرات في التعليم – خاصة يفضل أن يكن ممن يعرفن ما وهبك الله من قدرات - كالمعلمات الصالحات صاحبة الخبرات، يعاونك على الاختيار والاتجاه الصحيح، ولك بعد ذلك أن تقرري أيضا؛ لأنهن سيتخذن هذا القرار بناء على درجات المواد التفصيلية، ثم بعد ذلك بناء على الميول التي في نفسك.
فدائما كما ذكر ابن حزم -والعجيب أن علماء المسلمين هم أول من تكلم عن هذه المسائل-حيث قال: الإنسان يتعلم ما يصحح به عقيدته وعبادته وتعامله، ثم بعد ذلك يبحث عن لون من العلوم يستريح إليه.
ونتمنى أن يكون هذا عاجلا حتى لا يحصل تأخير، وإذا حصل وفاتتك السنة الجامعية فهذا لا يعني نهاية المطاف، ولكن يعني أنك من الضروري أن تحددي المجال الذي تريديه، وتبدئي في تطوير نفسك الآن، فإن الدراسة في الجامعة تعتمد بدرجات كبيرة بعد توفيق الله على مجهودات الطالب أو الطالبة.
نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد، ونتمنى ألا تتأخري في اتخاذ القرار، وإذا كتبت إلينا بالمواد التي تحبينها، والميول والأشياء التي تميلين إليها، فيمكن أن نساعد نحن أيضا بدورنا في تحديد الدراسة الصحيحة، ونسأل الله تبارك وتعالى لنا ولك التوفيق والسداد.