السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أسأل الله لكم التوفيق كما فتحتم قلوبكم لنا لننهل من علمكم وخبراتكم.
وها أنا ذا أضع مشكلتي بين يديكم ثقة بالله ثم بكم.
أريد أن أفصل قليلا في الموضوع حتى تصل الفكرة جلية واضحة، مشكلتي هي أني ومن المراحل الأولى من الدراسة لم أحصل على تقدير ممتاز، وأيضا لم يكن تقديري متدنيا أبدا غالبا ما أحصل على تقدير جيد جدا، وأستطيع أن أشرح شيئا من الأسباب إذ أنني في المرحلة الابتدائية لم أكن أعي ماذا يجب علي فعله، لم أجد موجها رغم وجود أهلي -ولله الحمد- وأيضا رفقة السوء، ويمكنني أن أدرج هذه الأسباب في المرحلة المتوسطة.
أما في المرحلة الثانوية فقد بدأت في النضوج، وكان لدي الحماس؛ لكي أكون متفوقة، لكن أيضا رفقة السوء ومشاكل الأسرة، ولم أكن أعلم كيف أذاكر أبدا.
بالطبع هذا أثر علي جدا، وقد أضعت الكثير من الفرص -الحمد لله- لعله خير، أنا الآن في آخر ترم دراسي في الثانوية (علمي)، عزمت على أن أحصل على تقدير 100% بإذن الله وأدعو الله في كل صلاة؛ لأن التوفيق بيديه -عز وجل-، وقد اختبرنا اختبارات شهرية، لكن الدرجات في بعض المواد صعقتني، تضايقت كثيرا بكيت من الهم؛ لأن هذا ما جنته يداي نعم بذنوبي وتقصيري في كل شيء، وأعظمها تقصيري في حق ربي، والمشكلة أن مادتي الإنجليزي والنحو لا تكفيها المذاكرة الجيدة، إنما تعتمد على معلومات شخصية، الآن أنا خائفة جدا ماذا أفعل؟ فإما لن أنجح، وإما أن أنجح ولن أرضى بأقل من 100%.
وأيضا قد اقترب موعد اختباري التحصيلي والقدرات والقلق يداهمني، مشكلتي ليست في المذاكرة، إنما ليس لدي حماس للمذاكرة، وسوء تنظيم للوقت، ساعدوني فأنا مهمومة جدا، ليس لدي وقت أرجو الرد في أسرع وقت.
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عائشة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على التواصل معنا، والدعاء لنا، فهذا مما يزيدنا حماسا للعمل ومساعدة الآخرين.
سررت بما قرأت عن مراحل نضجك، وفهمك للمراحل التي مررت بها، وكيف أثرت فيك الأمور المختلفة، وهذا يدل على درجة جدية من النضج، -ولله الحمد-.
وسررت من عزمك الآن على تغيير الكثير من الأمور، وعلى ارتفاع طموحاتك للمعالي، وفقك الله.
ما تسألين عنه أمر شائع بين الناس، وخاصة المتفوقين منهم، حيث دوما يسأل الواحد منهم مثل هذه الأسئلة عن تنظيم الوقت، والحماس للدراسة، سعيا من الطالب دوما لتحسين الأداء ورفع جودة العمل.
وفي الواقع ليس هناك من طريقة واحدة تناسب كل الطلاب، فظروف كل طالب تختلف عن الآخرين، والأعمال والمسؤوليات مختلفة، والوقت المتاح أيضا مختلف.
وما يناسب طالبا ليس بالضرورة يناسب طالبا آخر.
ولكن ربما هناك بعض الملاحظات العامة والتي تفيد الجميع، ومنها على سبيل المثال:
• لا تستقلي قيمة أي وقت ومهما قصرت مدته، فأحيانا في الربع ساعة والنصف ساعة يمكن أن تحققي ما هو بقيمة ساعة أو ساعتين.
• استفيدي مما يسمى "نوافذ الوقت" وهي الفترات القصيرة بين عمل وآخر، فمثلا وقت الفراغ بين نشاط وآخر، فهذه الأوقات القصيرة يصبح مجموعها الوقت الطويل من خلال الزمن.
• إذا كنت من النوع الصباحي، أي أنك أنشط ما تكونين في فترة الصباح، فاستغلي وقت الصباح في الأعمال التي تتطلب جهدا ذهنيا، ويقول الرسول الكريم: (بورك لأمتي في بكورها)، أي فترة الصباح الباكر، وإذا كنت من النوع المسائي، فأيضا استفيدي من هذه الساعات في المساء بالشكل المناسب.
• يمكن أن تجعلي من بعض الواجبات المنزلية ومساعدة والدتك في أوقات "استراحتك" بين عمل وآخر، وخاصة فيما يتعلق بالدراسة، بين الجلسة والأخرى اذهبي وقومي بعمل منزلي بسيط تريحين بالك فيه من خلال القيام بهذا العمل البسيط، بالإضافة إلى أنه يسعد أمك، ويريحك نفسيا، مما ينعكس أكثر على حسن الدراسة والأداء، فليس هناك من تعارض بين الأمرين.
• حاولي أن تحددي وتقللي قدر الإمكان من مضيعات الوقت، كالزيارات الاجتماعية المطولة جدا جدا، واقتصري على بعض العلاقات، إلا أنها القصير نوعا ما.
• حاولي أن تجمعي بين عملين معا، فيمكنك مثلا أن تراجعي حفظ بعض المفردات الأنكليزية طالما أنك تجدين صعوبة في هذه المادة، أو غيرها مما تريدين حفظه، وأنت تقومين بعمل آخر كارتداء الملابس، أو العمل في إعداد الطعام، أو الذهاب في السيارة للمدرسة.
• لا بد أن تعطي فرض الواقع حقه، ففي وقت الصلاة أفضل ما تقومين به هو الصلاة، ووقت الدراسة للاختبار هو هذا، وهكذا....
وأخيرا تذكري أنها ما هي إلا أشهر قليلة أو أسابيع، وينتهي العام الدراسي، وتنهي كل مراحل المدرسة، وتكوني على أبواب الجامعة.
ملاحظة أخيرة، جميل أن تتطلعي إلى تحصيل 100%، ولكن أليس 95% أيضا ممتاز؟
بارك الله فيك، وكلل جهودك بالتوفيق والنجاح، وجعلك من المتفوقات.