السؤال
السلام عليكم...
أنا سيدة متزوجة منذ أربع سنوات، مشكلتي هي تكرار المشاكل، بسبب رفض زوجي الإقلاع عن التدخين، مع أنه رجل طيب يخاف الله، لكنه يريد أن يتركه من نفسه بدون أي مساعدة، ويقول: أنا لست مريضا لأتعالج، في البداية كان لا يكابر، وكأنه شعر بالملل من نصحي له، ولا يهمه، وهو مزاجي في أغلب الأحيان، فهل هو بسبب التدخين؟ ويكره زعلي كأني لست من البشر، لا يحق لي الزعل، وأنا أشعر بالملل من تصرفاته، وأريد نصحكم رعاكم الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم خالد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الموقع، ونشكر لك الثناء على زوجك ووصفه بأنه طيب، ونتمنى أن تقدمي بهذه المقدمة الجميلة قبل أن تنصحيه، فإن الرجل أحيانا يشعر بالغضب عندما يعاب عليه بشيء، رغم أن التدخين لا يجوز من الناحية الشرعية، إلا أننا إذا وجدنا مدخنا أو عاصيا لله أو مقصرا ينبغي أن نبدأ بذكر إيجابياته، بذكر حسناته، بذكر الجوانب المشرقة، ونتخذ هذه الأشياء الجميلة مدخلا إلى نفسه، لأن الإنسان إذا خوطب بهذه الطريقة فإنه يتأثر، ويكون لذلك أثرا كبيرا على نفسه.
كما أرجو أيضا أن تكون النصيحة غير مباشرة، وحبذا لو جئتم بالمحاضرات التي تتكلم عن التدخين، خاصة المحاضرة الشهيرة للشيخ خالد الجبير، دكتور، طبيب، تخصص أمراض قلب، محاضرة اسمها (طعم السيجارة)، جمع فيها أدلة، حاور فيها الشيخ بن جبرين – رحمة الله عليه – من أنفع المحاضرات التي ينبغي أن يسمعها المدخن، فحاولي المجيء بهذه المادة العلمية، ووضعها في البيت، ووضعها في سيارة الزوج.
عموما: بعض الرجال لا يقبل النصيحة من زوجته، ولا يريد الإلحاح في هذه المسألة، وقد يحمله ذلك على المكابرة، نحن نأسف ونقول هذا، لكن النصيحة تقدم في أشكال كثيرة، المهم أن تكون بشكل جيد، وإلا فقدت الهدف منها، وانتقل الأمر من مجرد نصيحة إلى مشكلة أسرية.
أيضا نتمنى أن تشجعيه للتواصل معنا والسؤال عن هذه المسألة، حتى يسمع الإجابة من رجال أمثاله، ومن مشايخنا الكرام، لأن بعض الناس يتأثر بهذه الطريقة.
نسأل الله أن يعينك على الخير، ونتمنى أن تضخمي الإيجابيات وتتخذيها – كما قلنا – مدخلا إلى نفسه، ونسأل الله أن يعينكم على الخير، وأن يرده إلى الحق وإلى الصواب ردا جميلا، هو ولي ذلك والقادر عليه.