أعاني من الاكتئاب والصداع والعزلة، ما توجيهكم؟

0 226

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

أعاني من الاكتئاب منذ أكثر من سنتين، لا أريد أن أخوض في التفاصيل خلال تلك المدة، وسأكتفي بأن الاكتئاب لدي متذبذب بين الشديد والبسيط.

أتتني نوبة الاكتئاب الأولى وكانت شديدة، والحمد لله تحسنت وخرجت من وطأة الاكتئاب عن طريق الرقية والدعاء، وأصبح الاكتئاب لدي بسيطا، ثم بعد سنة أتتني انتكاسة ربما تكون أخف من النوبة الأولى، ثم تحسنت، ثم أتتني نوبة، وأستطيع القول بأن لدي معرفة كافية عن حالتي، فالاكتئاب زائد لدي، وكل ما بدأت أشعر بتحسن يعود الاكتئاب.

ليس لدي رغبة في فعل شيء، فقدت اهتماماتي ونشاطاتي، فقدت الاستمتاع بالأشياء، علما أنه حينما يخف الاكتئاب لدرجة بسيطة أعود وأمارسها، أشعر بحزن وربما في أي لحظة تذرف دموعي ليس لسبب ما.

المزاج لدي سيئ لدرجة كبيرة، أشعر أني بدون مشاعر، ممارسة الرياضة لم أعد أرغب فيها، وأشياء كثيرة افتقدتها، ولا أشعر بالسعادة مثل قبل، فقدت روح الحماس والإبداع، فليس لدي ما أتطلع له في المستقبل، أشعر أني مشتت، وأني شبه ميت حقيقة شعور مريع أعجز عن وصفه.

أرغب في الموت، وتأتيني لحظات أرغب خلالها في طعن نفسي من شدة الضيق الذي أشعر به، وأشعر أنه ليس لدي القدرة على الحديث مع الآخرين، ليس بسبب الخوف.

لدي خمول وإجهاد أنام ساعات كثيرة ويظهر الخمول عند دراسة اللغة الانجليزية في الصباح، حقيقة لا أدري كيف سأدرس في الجامعة، وأنا أعاني الآن من المعهد؟! أشعر أني عبء على أهلي.

ليس لدي رغبة في المذاكرة، مجرد ما أفتح الكتاب أشعر بخمول، ولا أقدر على الاستيعاب، وخزن المعلومات، لدرجة تجعلني أغلق الكتاب، أريد أن أجتهد لكن أشعر أن الأمر فوق طاقتي، معدلي في الثانوية ممتاز، ليس لي فترة إلا فترة قريبة، وأنا مسجل في المعهد وفكرت في الخروج منه.

حينما يشتد الاكتئاب أشعر أنني سرحان، ومشتت أثناء قيادة السيارة، وكان لدي خوف من القيادة، حينما بدأت بتعلم القيادة، وكنت أفكر أن أترك القيادة نهائيا.

لكن الحمد لله قررت أن أواجه خوفي، والحمد لله خف الخوف كثيرا، لكن أحيانا قليلة جدا أشعر بخوف، لدي نسيان وضعف تركيز، وشهيتي ضعيفة للطعام هذه الأيام، فأحاول أن أبتعد عن العزلة التي سببها لي الاكتئاب.

علما أنه كان الاكتئاب لدي بسيطا، وذات يوم وأنا أمشي لأدخل المطعم وكنت أعتقد أن باب المطعم مفتوح، وكنت أعد النقود ولم أنتبه أن الباب مغلق، اصطدمت بالباب وتعرضت لضربتين في الرأس في أعلى الرأس قريبة من منطقة اليافوخ، وأيضا في الجبين من جهة يميني، وتورمت، وأصابني صداع بعدها في أعلى الرأس، استمر 3 أشهر يذهب ثم يعود، إلى أن خف الحمد لله، وبعد الضربة ضعف التركيز لدي، بالإضافة لضعف التركيز الذي أعانيه من الاكتئاب.

كنت قلقا لا أدري ما سبب ضعف التركيز؟ هل هو قلق أم من الصدمة؟ وبعد أقل من أسبوعين عدت الحمد لله، كما كنت، وبعد التحسن من الحادثة ربما بأسبوعين اضطررت للسهر لغرض عائلي إلى الساعة 3، وحينما ذهبت للنوم أصابني أرق، ولم أنم إلا بعد ساعة، وقمت الساعة السابعة صباحا.

لم أدرك صلاة الفجر، وذهبت خارج المنزل وعدت وقت العشاء ونمت الساعة 1 ليلا، وهنا بدأ الاكتئاب، فأطلب منكم أن تقترحوا دواء لا يؤثر على البروستاتا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو ريم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

تدارست رسالتك بدقة، وقطعا أزعجتني هذه الصورة القاتمة التي وضعتها على نفسك، لماذا تنظر للحياة بهذه السلبية، وأنت في هذا العمر؟ مهما كانت التراكمات والصعوبات، فالتفاعل يجب أن يكون هو شعارك وديدنك، فالاكتئاب ربما يكون من صنع الشباب من خلال التفكير السلبي ومشاكل الهوية، والانتماء، والاستعداد للمستقبل.

اكتئابك من النوع الذي يستجيب للعلاج السلوكي أكثر من الدوائي، والعلاج السلوكي يقوم على مبدأ {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} وأؤكد لك أن الله قد استودع فيه طاقات ومقدرات حبيسة، يجب عليك أن تخرجها، أريد أن تدير يوما واحدا إدارة سليمة فاعلة، وهذا يتطلب منك الاستيقاظ مبكرا، وأن تصلي الفجر في جماعة، بعد ذلك خذ حماما، ثم اشرب كوبا من القهوة، ثم راجع دروسك لمدة ساعة ونصف، ثم اذهب بعد ذلك لمكانك التعليمي، وركز على الحصص، ثم ترجع لتأخذ قسطا من الراحة، ثم تتناول وجبة الغداء، ثم صل صلاة العصر، ومارس بعدها تمارين الاسترخاء، والتمارين الرياضية، ثم اجلس مع الأسرة، وترفه مع نفسك بما هو طيب وجميل، وقم بممارسة بعض الأعمال الاجتماعية أو بمساعدة في البيت.

هذه كلها فيها كثير من الإنجازات، وهكذا تبني نفسك وتغير مفاهيمك، ما أقوله لك ليست مبالغة، إدارة الوقت ليوم واحد سوف تحسن من دافعيتك، وتجعلك تدير حياتك بصورة أفضل، فالمطلوب منك هو تغيير المفاهيم، فأنت شاب مسلم، ولديك أسرة، فافهم نفسك بصورة أفضل، وابعث نفسك بصورة أفضل، وغير كل فكرة سلبية إلى فكرة إيجابية.

فهمت من كلامك أنك ترغب في الموت، والموت هو سبيل الأولين والآخرين، لكن لا أحد يرغب فيه، عش حياتك بإيجابية وصدق، وبر لوالديك، فهذا سيفيدك كثيرا، ويجعلك في أحسن ما يكون.

من المهم والضروري أن تكون لك علاقات وصداقات اجتماعية رصينة مع الطيبين من الشباب، لا أرى أنك بحاجة للعلاج الدوائي، قابل طبيب الأسرة، ولا داعي للطبيب النفسي، واجري بعض الفحوصات الدورية، وقد يصف الطبيب دواء مثل: بروزاك لمدة 3 أشهر، فتناوله هذه المدة، ثم توقف عن تناوله.

علاج حالتك مهم ويقوم على مبدأ تغيير الذات، وإعادة هيكلة التفكير، وأن تدرك نفسك بصورة أفضل، كلمة الضجر والاكتئاب والفشل يجب ألا تكون في منهجك أبدا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات