صديقتي تحسدني ولا أستطيع الابتعاد عنها!

0 368

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

صديقتي وزميلتي في الجامعة تحسدني، ودائما ما تخبرني بأنني أفضل منها، سابقا لم أكن أعلم بأنها تضمر الحسد في قلبها؛ لذلك كنت أتحدث معها بعفوية تامة.

حاولت أن أخفف الحسد عن طريق إخبارها بأن شخصيتي تحسنت من خلال قراءة كتب تطوير الذات، وعندما أخبرتني أنها لا تحب أن تقرأ قمت بتلخيص الكتب لها.

للأسف كلما تحسنت شخصيتي أكثر كلما زادت حالتي سوءا، فأفقد شهيتي للطعام، وأزداد نحولا، وأعاني من أرق مصاحب لنبضات قلب مزعجة.

لا يمكنني الابتعاد عنها؛ لأننا نذهب إلى الجامعة في سيارة واحدة، وأيضا ليس لدي صديقة سواها، وجميع الفتيات في صفنا -عدا صديقتي وأنا- لديهن شخصيات جريئة، ويتكلمن مع الشباب، وأخاف أن أتصادق معهن فأصبح مثلهن.

فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا بهذا السؤال.

أحيانا المشكلة هي في طريقة رؤيتنا للمشكلة، وعندما نغير هذه النظرة تختلف نظرتنا للأمر، ويختلف موقفنا منها، فأزيلي من ذهنك أن صديقتك تحسدك، وانظري إليها حقيقة كما أنت تنظرين إليها.

هل أنت تحبين حسدها؟ قد تقولي: لا. فلماذا إذا تتوقعين منها أنها تحسدك؟! كوني لها كما تريدين أن تكون لك، وستلاحظين أن الأمور أفضل بكثير مما تتوقعين.

يبدو أنك فتاة صالحة وطيبة، ويبدو أنها كذلك، فالإنسان على خلق من يصاحب، فاحرصي عليها، ولتحرص هي عليك، وهكذا.

يبدو أن عندك العديد من الصفات الحسنة، منها: حب القراءة، والاطلاع على مهارات تطوير الذات، فحاولي أن تنظري إلى صديقتك الوحيدة على أنها في حاجة لمساعدتك وعونك على تطوير ذاتها، كما تعملين على تطوير ذاتك، وهكذا فالحياة أخذ وعطاء.

من الجيد أنك تلخصين لها الكتب المختلفة، ولعلك تعلمين أن أفضل طريق للتعلم هي أن تعلمي غيرك، فعندما تشرحين لصديقك أمرا ما فلا تستغربين بأنك أول المستفيدين.

وعندما يقول لنا الرسول الكريم: (احرص على ما ينفعك) فمما ينفعنا كثيرا الصحبة الصالحة، فاحرصي على صديقتك هذه، وأزيلي من ذهنك أنها تبغضك أو تحسدك، وانظري إليها على أنها محبة ومخلصة لك، وما أظنها إلا كذلك، وهي صاحبتك في الرحلة اليومية إلى الجامعة.

وفقك الله وصديقتك، وجعلكما من الناجحات المتفوقات.

مواد ذات صلة

الاستشارات