أشعر بغصة في حلقي نغصت علي حياتي وعلاقاتي

0 758

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اسمي مهند، عمري 25، غير متزوج، طولي 168، وزني 54، نحيف جدا، كنت أدخن التبغ لفترة 6 سنوات وأقلعت عنه، وبدأت أدخن الشيشة منذ 3 سنوات، -والحمد لله- الآن تركتها منذ سنتين لوجه الله.

مشكلتي يا دكتور: منذ ثلاث سنوات بدأت أشعر بغصة في حلقي، خصوصا بعد الأكل، وعندما أتحدث أشعر كأن هواء يأتي من معدتي ويصعد للقصبة الهوائية ويغلقها، ولا أستطيع المتابعة إلا بإدخال أصبعي لحلقي والتجشؤ (أستفرغ هواء فقط) وبعدها أرتاح، أو أقوم بالضغط على (تفاحة آدم) ومن ثم أتجشأ.

تأتيني حرقة، وأتحسس وكأن حموضة بعد التجشأ ترتفع لتلتصق بأسفل بلعومي وتسبب لي حرقة، وأبدأ بالنحنحة لأذهبها عن حلقي، لم ألق لها بالا، لكن بعد 3 سنوات تفاقمت معي، وبدأ أصدقائي وأهلي يشاهدونها، وأصل إلى مرحلة أني حينما تأتيني الغصة أشعر أني سأتقيأ، وحينما ينغلق البلعوم أفعل أي شيء لأتجشأ؛ لأن نفسي ينقطع ولا أستطيع أن أتكلم، وتدمع عيوني، حتى صرت أتجشأ بصوت قوي، وهذا ما سبب لي إحراجا عند جميع الناس.

صرت أهلوس، أخاف من مواجهة الناس، كنت أخطط لمستقبلي، أصبحت الحياة باهتة في عيني، زادتني هواجسي وأفكاري أني مصاب بسرطان حنجرة، كشفت على حنجرتي (أشعة سونار) لا يوجد شيء، أقرأ كثيرا في المنتديات، صرت محتارا هل المرض ترجيع المريء للأحماض، أم قرحة معدة، أم التهاب معدة، أم ورم بالحنجرة؟

دكتور: أنا أتجشأ كثيرا حتى وإن كنت صائما أو جائعا، لكن الغصة لا تأتيني إذا كان بطني فارغا، يأتيني التجشؤ فقط، بعد الأكل مباشرة تبدأ معاناتي من حموضة وغصة الحلق.

صرت أكره الأكل مع أصحابي، وفي المناسبات، أخاف أن آكل أو أغص وأموت، حاولت خلع ضرسي المتسوس لكن لا جدوى، فحينما أستلقي على سرير دكتور الأسنان وأفتح فمي أحس بالاختناق، ولا أستطيع فتح فمي للآخر؛ بسبب أن فتح فمي يضغط على البلعوم، ومن ثم يحك الحنجرة وأبدأ أشعر بالغصة والمغاغاة (اغغ اغغ).

يا دكتور ساعدني، من كثرة الأفكار كرهت الدنيا، وقلت: أنتحر وأرتاح، ضعفت واستسلمت للمرض، ساعدني يا دكتور الله يرزقك الجنة.

لا أشعر بحرقة في الصدر، لا يوجد حرقان، لا توجد أمراض أخرى والحمد لله، حموضة أسفل البلعوم تحرقني، أصوات في معدتي عند الجوع وبعد الأكل، لا أستطيع رفع صوتي، تبدأ حنجرتي بالحشرجة، وأبدأ بالكحة القوية، الغصة بعد الأكل وبعد التفكير والقلق، حلقي ينشف من القلق والتفكير، غثيان آخر الوقت، واستفراغ (هواء فقط).

أصبحت انطوائيا، أحب النوم والهروب من الواقع، كثرة النسيان، أنام 24 ساعة فأكثر، تفكير وأرق قبل النوم بحدود ساعة ونصف.

أرجوك ساعدني يا دكتور.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الفقير إلى ربه حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأعراض التي تذكرها تتماشى مع الارتجاع المريئي، وهذا ما يسبب لك هذا الشعور بالحموضة أسفل البلعوم، وبالحرقة، ويبدو أن الحموضة عندك شديدة، لذلك أدت لحدوث هذه الأعراض الشديدة لديك، والتأثير على البلعوم.

وأنت -يا أخي- تعاني منذ ثلاث سنوات، فلماذا لم تستشر أي طبيب مختص بالأمراض الهضمية، حتى تطمئن ولا تصل لمرحلة القلق والوسوسة، الأمور -بإذن الله- سليمة، والأعراض ستتحسن تدريجيا عند البدء بالعلاج، والأفضل حاليا المتابعة مع طبيب مختص بأمراض الهضم لإجراء المنظار للمعدة، والاطمئنان بإذن الله، وإلى أن تتابع مع طبيب الهضمية ينصح في هذه المرحلة بما يلي:

- تناول الطعام ببطء، مع المضغ الجيد؛ لأن ذلك يؤدي للهضم الجيد، وتجنب الحموضة والغازات.

- تناول قطعة من الخبز، أو قطعة من البسكويت السادة صباحا على الريق؛ لأنها تساعد على تخفيف الحموضة المعدية الصباحية.

- تجنب الأطعمة الدسمة والمقليات، والأطعمة الغنية بالبهارات، أو الفلفل والشطة.

- تناول وجبات صغيرة ومتعددة، عوضا عن وجبتين أو ثلاث وجبات كبيرة.

- التخفيف قدر الإمكان من المشروبات الغازية، والقهوة والشاي.

- التخفيف من شرب السوائل أثناء وجبات الطعام.

- عدم النوم بعد الطعام مباشرة، وإنما الانتظار على الأقل من ساعتين إلى ثلاث ساعات بعد آخر وجبة.

- ارتداء الملابس الواسعة؛ لأن الملابس الضيقة تزيد من الضغط على المعدة، وتزيد من الارتجاع المريئي.

- وضع مخدة أو اثنتان تحت الأكتاف عند النوم؛ لأن ذلك يساعد على تخفيف الارتجاع المريئي، والشعور بالحموضة.

ويفيد في هذه المرحلة تناول دواء:

- mallox شراب بعد الطعام بنصف ساعة ثلاث مرات يوميا، وقبل النوم.
- pariet 20 mg حبة واحدة يوميا مساء مدة ثلاثة أسابيع.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات