السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
كيف أعرف أن أمري فيه خير أو شر بعد أن أستخير؟ فأنا نويت خطبة ابنة عمي التي أحببتها، ولكني كنت مترددا بسبب الوساوس التي تأتيني بأني سأقصر بحقها أو بأني سأظلمها، أو ستشعر معي بالملل بحجة أني قليل الكلام، وأن أهلها سيعيبون علي قلة كلامي، وما إلى ذلك، رغم أني لست بذلك السوء.
بعد أن استخرت لا زالت هذه الأفكار تراودني! هل ﻷني ليس لي خيرة معها أم لأني أتوكل وأدع هذه الوساوس التافهة التي لا قيمة لها؟!
أتمنى أن يكون كل شيء واضحا، والإجابة وافية.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/abdussalam حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نؤكد لك أن قلة الكلام ليست عيبا، وهل يقع الناس في الأخطاء إلا من كثرة الكلام، ونؤكد لك أن الوضع سيتغير، والمرأة قطعا ستجعل الرجل يتكلم، ونسأل الله أن يعينك على أن يكون الكلام موزونا ومعقولا، ولا تعط هذا الموضوع أكبر من حجمه، واعلم أن الإنسان عندما يستخير، معنى ذلك أنه يطلب الدلالة للخير ممن بيده الخير، ولن يندم من يستخير ويستشير، وعليك أن ترضى بما يقدره القدير.
بنت العم هي أصبر الناس على الإنسان، وكذلك أهلها، ولا بد أن ننظر في كل إنسان إلى ما فيه من إيجابيات وسلبيات، ومع ذلك فإننا نريد للرجل أن لا يكثر الكلام، لكن من الضروري أن تكون مستمعا جيدا، فالمرأة تحب المنصتين، ومن يستمع لهمومها وآلامها، فكن ذلك الرجل الذي يحسن الاستماع لأهله، وقدوتنا في ذلك هو رسولنا صلى الله عليه وسلم الذي جلس عليه الصلاة والسلام، وهو يستمع لأمنا عائشة، وهي تتحدث عن إحدى عشرة امرأة، ولم يكن مجرد إصغاء، ولكنه كان استماعا تفاعليا وإقبالا عليها، وهي تتحدث، وكان يسمر مع زوجاته، حتى بوب علماء السنن باب (السمر مع الأهل).
لا أظن أن المرأة تريد رجلا يتكلم كثيرا، ولكن تريد رجلا يحسن الاستماع، وهذه مهارة مهمة جدا، ونتمنى أن توفر هذا الجانب، ونسأل الله أن يسعدك، وننصحك بأن تبني حياتك الزوجية على قواعد هذا الشرع الحنيف الذي شرفنا الله به.
نسعد بتواصلك، ونتمنى أن نسمع عنك خيرا، وتعوذ بالله من شيطان يريد أن يشوش عليك، ونسأل الله أن يجمع بينكما على الخير.