بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جوجو حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لم تذكري لي –يا عزيزتي- معلومات عن حالتك, مثلا: كم مضى من عمرك؟ وكم وزنك؟ وهل الدورة عندك منتظمة؟ وهل قمت بعمل تحاليل للهرمونات وصورة ظليلة للرحم والأنابيب؟
إذا كانت الدورة الشهرية منتظمة, وكانت التحاليل الهرمونية طبيعية, والصورة الظليلة بالصبغة للرحم، والأنابيب طبيعية, فهنا يجب التأكد من ضبط وظيفة الغدة الدرقية عندك بشكل جيد, فالتوصيات الحديثة تنصح بأن يتم الحفاظ على مستوى الهرمون المتحكم بالغدة الدرقية, وهو هرمون ال TSH في حدود 3 أو أقل, وذلك لمن كانت ترغب بالحمل, لذلك يجب التأكد من أن الهرمون عندك في هذه الحدود, وليس أعلى.
في حال لم يتبين أي سبب لتأخر الحمل, فإنه يجب عمل تنظير للحوض عندك, للتأكد من شكل الرحم من الخارج, والتأكد من عدم وجود أي حدثية مرضية في الحوض, مثل داء البطانة الهاجرة, لا قدر الله.
إن تم عمل تنظير للحوض, وتبين بأن كل شيء سليم وطبيعي, فهنا يتم القول بأن حالة العقم هي حالة غير مفسرة, وهذا يحدث في نحو 20% من حالات العقم, بمعنى آخر: إن نحو 20% من الحالات التي يتأخر فيها حدوث الحمل, يكون الزوجان فيها سليمين تماما, ولا يظهر أي سبب لتأخر الحمل, وقد تكون الحالة عندكما من ضمن هذه الـ 20%.
هنا ننصح بعدم إضاعة الوقت, بل يجب البدء بتنشيط المبايض بالحبوب, ثم بالإبر, فإن لم يحدث حمل, فيجب اللجوء إلى الوسائل المساعدة، مثل الحقن داخل الرحم وهو: IUI أو إلى أطفال الأنابيب مباشرة IVF لأن نسبة نجاح هذه الطرق لها علاقة وثيقة بعمر السيدة, فكلما كانت السيدة بعمر أصغر, كلما كانت نسبة النجاح أعلى بإذن الله تعالى.
سأجيب على تساؤلاتك بالتسلسل:
- إن حادثة السقوط التي تعرضت لها في الطفولة, ليست هي السبب في تأخر الحمل, ولم تؤثر على جهازك التناسلي أبدا, والسقوط لا يسبب انقلاب الرحم، ولا ضعف التبويض، ولا انسداد الأنابيب, فالجهاز التناسلي لا يتأثر بالسقوط, لأنه يتوضع في داخل الحوض العظمي, وحتى يتأذى فيجب أن تحدث كسور شديدة في عظام الحوض والورك أولا؛ لذلك اطمئني تماما من هذه الناحية.
- إن الوصول للذروة الجنسية ليس ضروريا لحدوث الحمل, فالحمل قد يحدث حتى في حالات الاغتصاب -والعياذ بالله-، ومن الطبيعي أن تجدي صعوبة في الوصول إلى الذروة الجنسية، وذلك بسبب ما تعانيه من قلق وتوتر بسبب تأخر الحمل, فهذه المشاعر السلبية تفقدك التركيز, كما تفقدك الاسترخاء الذهني, والذي هو ضروري جدا لحدوث الاسترخاء الجسدي والتجاوب في العلاقة الجنسية.
لا يوجد وقت محدد للمداعبة, فالهدف من المداعبة هو نزول الإفراز المرطب حول مدخل الفرج لتسهيل الايلاج, وبمجرد نزول هذا الإفراز يكون المهبل جاهزا للإيلاج.
- إن جفاف المهبل ليس سببا في تأخر الحمل, لكنه قد يسبب الانزعاج عند بدء الإيلاج فقط, فالسائل المنوي يتم قذفه في أعلى المهبل، وقرب عنق الرحم, وهنالك تتواجد كمية كافية من الإفراز وباستمرار, وهي ستقوم بحضن وتخزين الحيوانات المنوية.
- إن نزول جزء من السائل المنوي هو أمر طبيعي جدا، ومتوقع ويحدث عند كل النساء, وهو لا يستدعي القلق, وليس السبب في تأخر الحمل, ولا يدل على وجود انسداد في الأنابيب, لأن هذا الجزء الذي يخرج من المهبل هو الجزء الغير مخصب من السائل المنوي, فهو عبارة عن السائل الذي كانت تسبح فيه النطاف مع بعض النطاف الميتة أو الغير متحركة.
أما الجزء المخصب من السائل المنوي فإنه لا يخرج, بل يصعد جزء منه بسرعة فائقة للرحم والأنابيب، وفي خلال دقائق قليلة، والجزء المتبقي يخزن في مخاط عنق الرحم ليستمر في تزويد الأنابيب بالحيوانات المنوية لمدة الـ 2-3 أيام التالية للجماع.
لذلك لا داعي للقلق, ولا ضرورة للبقاء ساعات في الفراش بعد الجماع, لكن ولأن البقاء في الفراش بعد الجماع يقدم راحة نفسية للسيدة, ويشعرها بأنها قد فعلت شيئا للمساعدة على الحمل, فيمكن لك الاستلقاء لنصف ساعة بعد الجماع، فقد يجعلك هذا ترتاحين نفسيا.
نسأل الله العلي القدير أن يمن عليك بما تقر به عينك عما قريب.