أعاني من نسيان شديد وضعف في الإدراك والتركيز، ما نصيحتكم؟

0 767

السؤال

السلام عليكم

أشكر لكم ما تبذلونه من جهد ووقت لمساعده الناس، وأخص الدكتور محمد عبد العليم، فجزاكم الله خير الجزاء.

أعاني من نسيان شديد، وضعف في الإدراك والتركيز، لا أفهم الكلام من أول مرة، شارد الذهن، يتكلم من حولي ولكني أضيع معظم الكلام، أي لابد من طلب إعادة الكلام! حتى يعيد المتكلم الجملة مرتين وثلاثا حتى أفهم.

معظم المواقف التي تمر بي لا أتذكر سوى شيء بسيط منها، الذي أتذكره أنه حصل لي موقف ما سعيد أو حزين، دائم التأجيل بسبب هذا النسيان البغيض.

أعاني من كبت شديد، ولا أستطيع التعبير عما في داخلي، ليس لأني لا أريد ولكني لا أعرف كيف؟! فأجد أن وجودي ممل، لأني لا أعرف كيف أدير حوارا، وأقول رأيي أو أتخذ قرارا، لذلك أحب الجلوس وحدي كثيرا.

ليتني أعرف ما بي، بحثت كثيرا في الانترنت لعلي أجد تشخيصا لحالتي، أجدها قريبة من الرهاب الاجتماعي، ولكن لا أشعر بأعراضها تماما.

أقابل الناس بشكل طبيعي، وأرحب بهم بكل ثقة، ولكن عندما ينتهي الترحيب أكون فقط مستمعا، وحين يأتي دوري في الحديث تتبعثر أفكاري، وأتشتت، ولا أجيد الانطلاقة بالحديث.

أفكر باستخدام سيبرالكس أو أن أعود لاستخدام سيروكسات، ولا أعلم هل هذا هو العلاج الصحيح؟

أرجو منكم النصح والإرشاد، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ibrahim حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك على كلماتك الطيبة في حق شخصي الضعيف، وأقول لك - بارك الله فيك – إن ضعف الإدراك والتركيز له أسباب كثيرة، منها القلق النفسي، والذي يمكن أن يكون أكبر الأسباب، وكذلك الاكتئاب النفسي، وبعض الناس لديهم أصلا عدم القدرة على التركيز على موضوع واحد، وتشتت التركيز أيضا قد ينتج من أن الإنسان لم يعود نفسه على حسن الاستماع.

لذا تجد الناس يصفون بعض الناس بأنهم من أفضل الناس استماعا للآخر، وتجد شخصا آخر قد يوصف بأنه لا يحسن الاستماع، وأنه يقاطع الآخرين، (وهكذا).

أحد الأسباب أيضا التي قد تؤدي إلى تشتت الذهن وعدم التركيز هي الإصابة بمتلازمة مرضية تعرف باسم (داء فرط الحركة وضعف الانتباه) أو قد يكون ضعف الانتباه محورا تشخيصيا بذاته دون وجود فرط للحركة، هذا الأمر قد يبدأ في الطفولة، وقد يختفي ثم يظهر من جديد.

أيها الفاضل الكريم: لا أرى مؤشرات أنك تعاني من رهاب اجتماعي حقيقي، لكن أنا أميل أنك تعاني من قلق.

يفضل أن تذهب وتقابل طبيب الأمراض الباطنية أو طبيب الأسرة من أجل أن تقوم بإجراء فحوصات جسدية كاملة، وتتأكد من فيتامين (ب12) وفيتامين (د) ووظائف الغدة الدرقية، وذلك بجانب مستوى الدم لديك، هذه فحوصات روتينية سهلة ومهمة.

بعد أن تتأكد من صحتك الجسدية، إن تمكنت أن تذهب إلى طبيب نفسي فهذا جيد، وإن لم تتمكن أعتقد أن المطلوب منك هو أن تنظم حياتك بصورة أفضل، وتدير وقتك بصورة أتقن، ومن أفضل الأشياء هي النوم المبكر، ومواصلة الرياضة، وممارستها بجدية.

كذلك ممارسة تمارين الاسترخاء (2136015)، وأن تحاول أن تطلع وأن تقرأ، خاصة الكتب الجيدة وسهلة القراءة، والتي تجد أنها متعددة الموضوعات، بعض الأحيان الموضوع لا يستغرق أكثر من خمس إلى عشر دقائق ليقرأه الإنسان ويتقنه، مثلا اقرأ كتاب (لا تحزن)، سوف تجده كتابا ممتعا جدا.

هذه الطريقة جيدة، طريقة التركيز التلقائي، وفي ذات الوقت من الأشياء المعروفة والثابتة يقينا أنها تحسن التركيز قراءة القرآن الكريم، برغبة وتؤدة وقناعة ويقين وتفهم وتدبر.

أيها الفاضل الكريم: اجعل هذا هو منهجك، فالإنسان حين تكون لديه أسبقيات في حياته سوف يضطر لأن يركز عليها من حيث الإدراك والتركيز، فاجعل لحياتك قيمة أساسية من خلال تحديد أهدافك ووضع أسبقياتك.

لا أعتقد أنك في حاجة لدواء على مستوى الزيروكسات أو السبرالكس، أعتقد أن دواء بسيطا مثل الـ (دوجماتيل) ويسمى علميا باسم (سلبرايد) وله مسمى تجاري في المملكة العربية السعودية وهو (جنبريد) وهو رخيص جدا، مناسب لك وهو دواء فاعل جدا لعلاج القلق.

الجرعة المطلوبة في حالتك هي كبسولة واحدة، تتناولها ليلا، وقوة الكبسولة خمسون مليجراما، تستمر عليها لمدة أسبوعين، ثم تجعلها كبسولة صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم كبسولة في المساء لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

أرجو - أخي الكريم الفاضل – أيضا أن تهتم بالنواحي الغذائية، التغذية المنتظمة والمرتبة من المتطلبات الأساسية ليعيش الإنسان حياة صحية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات