السؤال
السلام عليكم
أحس بضعف نظر، وضعف تركيز، وأحس باليأس، وحالتي الدراسية تتدنى كثيرا، وصرت عديم الشعور!
ساعدوني.
السلام عليكم
أحس بضعف نظر، وضعف تركيز، وأحس باليأس، وحالتي الدراسية تتدنى كثيرا، وصرت عديم الشعور!
ساعدوني.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصعب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الذي فهمته من رسالتك أنك محبط وتعيش في حالة (ربما) من الاكتئاب الذي جعلك تكون ضعيف التركيز، وأصبت بشيء من اليأس، وهذا قد أزعجني كثيرا، وأن مستواك الدراسي أيضا قد نزل.
أيها الفاضل الكريم: لا بد أن تراجع نفسك، لماذا كل هذه المشاعر؟ أنت شاب صغير في السن، أنت شاب مسلم، تحمل اسم واحد من أعظم أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم – والشباب الآن لديه طموحات كثيرة، والشباب هو الذي يتمتع بالطاقة النفسية والطاقة الجسدية التي تؤهله للكثير والكثير.
أود أن أنصحك نصائح بسيطة جدا في الحياة، أود أن أنبهك أولا على ضرورة بر الوالدين، وبر الوالدين يتطلب منك الجهد القولي والفعلي، وهذا يفرج عنك الكرب، الكرب النفسية والكرب الجسدية، ولك خير في الدنيا والآخرة.
لا بد أن تحس بأهمية العلم، وأقول لك قولة بسيطة جدا – يا مصعب -: أنا أؤمن ومقتنع تماما أن أحسن شيء يكتسبه الإنسان في حياته معرفته بالدين وبالعلوم، لأنه رصيد شخصي، لأنه يجعل الإنسان في مركز قوة وصحة نفسية ممتازة وارتياح.
أنت ذكرت في خانة الوظيفة (لا يوجد) وأنت عمرك عشرون عاما، هل أنت لا تدرس الآن (يعني)؟ لا، هذا لا نقبله أبدا لك، والشعور السلبي الذي يأتيك هذا لأن حياتك فراغ، لأن حياتك لا هدف لها، فراجع نفسك، تشاور مع أهلك، ضع مخططا كاملا لأن تغير طريقة حياتك، وأنا أقول لك: إنه لم يضع عليك الكثير، لم تفقد الكثير - إن شاء الله تعالى – أنت صغير في السن، ويمكن أن تتدارك الأمور، بشرط أن تبدأ الآن في أن تقدم شيئا لنفسك.
الإنسان يحتاج لمن يعاونه في كل شيء، في أمور الدين وفي أمور الدنيا، فيجب أن تكون لك صداقات من الشباب المتحمسين، الشباب الصالحين، الشباب أصحاب الأخلاق، الصديق الذي تجده عند الشدائد، واحذر كل الحذر من الخاملين والفوضويين وفارغي الذهن، هؤلاء يجب أن تبتعد عنهم بعدا كاملا.
أريدك أن تضع برنامجا بسيطا جدا لتنظيم حياتك، حاول أن تنام مبكرا، فهذا يعطيك - إن شاء الله تعالى – فرصة لأن تستيقظ نشطا، قابلا للحياة ومتقبلا لها، تصلي صلاة الفجر، بعد ذلك تذهب للدراسة، وإن كنت تعمل تذهب إلى العمل.
هذه البداية الجميلة للحياة تيسر عليك بقية المهام التي يجب أن تقوم بها في يومك، وتجد أن الأمور سهلة جدا، وتجد أن مشاعرك أصبحت طيبة، ورغبتك في الحياة أصبحت أكبر.
هذا هو الذي يجب أن تقوم به، ولا بد أن تمارس رياضة - أي نوع من الرياضة – مع مجموعة من الشباب، فالرياضة تعطيك الطاقة الجسدية، تحس أنك قوي في جسدك، وتحس أن تركيزك أفضل، وقبولك للحياة أصبح أحسن.
أرجو أن تتبع هذا الذي ذكرته لك، وأنت لست في حاجة لأي علاج دوائي.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.