عانيت من أعراض بعد جهد رياضي ثقيل، فما سببها؟

0 357

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

بارك الله فيكم وعافكم، عمري 17- 18.

لا أمارس الرياضة، ولكن قررت يوما أن أتريض فأجهدت نفسي كثيرا بدون تحميه مسبقة، وبعدها أصبت بضيق وصعوبة تنفس، وكنت أسمع صوت أزيز أو صفير في صدري أثناء الشهيق أو الزفير.

بعدها بفترة وفي نفس اليوم بدأت أتنفس بشكل شبه طبيعي، والصفير ذهب بشكل تدريجي خلال يومين، وقد حدثت لي نفس المشكلة قبل هذه، هل صدري لا يتحمل الرياضة، أو هناك سبب آخر؟

عندما أنهض من النوم وأقف أصاب بدوار وتنعدم الرؤية، ويستمر لمدة أربع أو خمس ثوان، وبعدها أستعيد توازني ويعود نظري، وأحيانا عندما أكون متمددا ثم أستقيم أصاب بنفس الحالة، ومدة هذه الحالة عندي لا أذكرها بالضبط ولكنها ليست أقل من سنتين.

ما هذه الأعراض؟ وهل هي خطيرة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن ما عانيت منه عقب الجهد الرياضي هو: إثارة نوبة لمرض الربو الجهدي.

الربو الجهدي هو: الربو المثار بالجهد، ويبدأ بعد عدة دقائق من الجهد، أو بعد توقف الجهد؛ حيث يحدث ضيق نفس، مع صفير بالصدر، ونوبة سعال، وتحدث عادة بعد 5-15دقيقة من انتهاء الجهد، وتزول تلقائيا بعد 20- 45 دقيقة.

وعند نصف المصابين بالربو الجهدي تحدث فترة هدوء تمتد بين 2-4 ساعات بعد نوبة الربو، وخلالها أي جهد يعادل ذلك الذي سبب النوبة الأولى لا يسبب نوبة أخرى.

فإذا علمنا أيضا أن هذه الفترة يمكن أن تحدث بعد تمرين لا يصل إلى درجة إحداث نوبة ربوية، يمكننا أن نفهم أهمية إجراء تمارين الإحماء قبل البدء بالجهد الشديد.


يتم التشخيص بإجراء اختبار جهد مع قياس وظائف الرئة، وذلك في مشفى أو مركز طبي متخصص ومجهز لتدبير أي مضاعفات.‏

العلاج بالوقاية الدوائية باستخدام ما يسمى منبهات بيتا، وهي عبارة عن موسعات قصبية بشكل بخاخ، يعطى قبل 10-15 دقيقة من البدء بالتمرين أو الجهد، والمجموعة الأخرى من الأدوية تسمى مضادات اللوكوترينات التي تمنع تحرر العوامل المطلقة لنوبة ربو في الدم، وتعطى عن طريق الفم قبل ساعتين على الأقل من بدء الجهد.‏

أما الوقاية غير الدوائية، فتعتمد على بعض النصائح: كاختيار نوع الرياضة المناسب عند الرياضيين، فالرياضة الأفضل بالنسبة لمرضى الربو هي السباحة، أما الرياضات الأكثر إثارة للنوب الربوية فهي رياضات السباقات مثل: الجري السريع، واختراق الضاحية، والتزلج، أما الرياضات الجماعية (ألعاب الكرات) فهي جيدة التحمل عادة؛ لأنها تعتمد على جهد جماعي ومتقطع، كما أنه يمكن للاعب المصاب بالربو اختيار المركز الذي يناسبه في الملعب.

ومن أهم التوصيات للرياضيين المصابين بالربو: الإحماء العضلي الجيد قبل البدء باللعب، والتدرب التدريجي على القيام بالجهد المناسب وذلك للاستفادة من فترة الهدوء الموصوفة أعلاه، كما يجب تجنب البدايات السريعة والعنيفة، أو المفاجئة الأكثر إثارة للربو، وبالإضافة لكل ذلك يجب التعلم على التنفس الأنفي أثناء اللعب لترطيب وتدفئة الهواء الداخل للرئتين، والذي يفيد بتخفيف فرط الاستثارة القصبية، وبالتالي التخفيف من إثارة النوب الربوية.‏

أما بالنسبة للسؤال الثاني: فإن ما تعانيه ينضوي تحت مسمى هبوط الضغط الانتصابي؛ حيث أن الاستلقاء لمدة طويلة يؤدي إلى تجمع الدم في أجزاء الجسم الأقرب إلى سطح الأرض بسبب الجاذبية الأرضية، وعند القيام المفاجئ يتأخر الدم في الوصول للقلب ليضخه إلى أجزاء الجسم المختلفة، ومنها الدماغ، فمن المتوقع هنا أن يهبط ضغط الدم، وللتغلب على هذا يقوم النظام العصبي بشكل مؤقت بتضييق الأوعية الدموية، وزيادة معدل نبضات القلب، ويفترض أن يسبب ذلك منع الهبوط المفاجئ في ضغط الدم.

ولكن في بعض الحالات لا تفيد هذه الآلية الفيزيولوجية لمنع حدوث هبوط الضغط، ومن أهم الحالات المسببة:

- استخدام بعض الأدوية: كالأدوية النفسية, خافضات الضغط , المدرات، التجفاف (الإسهلات الشديدة, التعرق الشديد, الأقياءات , النزوف الداء السكري)، بعض أمراض القلب: كاضطرابات النظم، وقصورات القلب.

- البقاء في السرير لفترة طويلة.
- الأمراض العصبية: كالتهابات العصبية.

ويشمل العلاج في البدء رفع الساقين، وشرب السوائل، وخاصة المالحة، والرياضة، ولبس الجوارب الضاغطة.

وعند تكرر الحالة كثيرا لابد من مراجعة طبيب القلب للكشف عن أسباب الحالة المرضية.

مع تمنياتي بالشفاء ووافر الصحة بإذن الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مواد ذات صلة

الاستشارات