تأتيني وساوس في الدين، فساعدوني!

0 349

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تأتيني وساوس في الدين، مع العلم أني مواظب على صلاتي، والله تعبت.

أنا أعرف أنه اختبار للشخص، فقط أريد حلا سريعا.

جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابننا الكريم-، ونؤكد لك أن الوساوس من الشيطان، وأن هذا العدو لا يقف في طريق من يذهب إلى خمارة أو يذهب إلى مكان المعصية، ولكن يقف في طريق من يقصد المسجد، ومن يقصد طاعة الله وصراط الله المستقيم، كما قال عن نفسه: {لأقعدن لهم صراطك المستقيم}.

لكنا نبشرك أن كيد الشيطان ضعيف، وأنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون، وقد أخبرنا العظيم أنه عدو لنا، ومقتضى هذه العداوة أن نعامله بالمثل، ونعامله بنقيض قصده، فإن هذا العدو الحقير يحزن إذا تبنا ويندم إذا استغفرنا، ويبكي إذا سجدنا لربنا، وهو يجتهد في أن يشوش علينا، لكن العظيم الرحيم وضع لنا الوسائل التي نتخلص بها من هذا العدو، الذي قد يبلغ بالإنسان درجة يحاول أن يشككه فيها في الله العظيم، قد يقول: (هذا الله خلق الخلق، فمن خلق الله؟) فإذا وجد ذلك الإنسان فعليه أن يقول: (آمنت بالله) ولينته، وليتعوذ بالله من الشيطان.

وأرجو أن تعلم أن وسوسة هذا العدو دليل على ضعفه؛ لأنه لما قال رجل للنبي -صلى الله عليه وسلم-: أحدنا يجد الكلام، يجد هذه الوساوس، زوال السموات والأرض أحب من أن يتكلم بها، قال -صلى الله عليه وسلم-: (الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة)، وكون الشيطان لا يستطيع ولا يصل إلا لدرجة الوسوسة هذا انتصار عظيم وانتصار كبير للإنسان (الله أكبر، أو قد وجدتموه؟! ذاك صريح الإيمان)، ثم قال: (الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة).

إن ما جاءك من ضيق، ودفعك للكتابة إلينا؛ دليل على أنك كاره للوساوس، كاره لمصدرها، وهذا في حد ذاته دليل على الخير الذي عندك.

كذلك عندما تأتي هذه الوساوس ينبغي أن تنتهي، وتقول: (آمنت بالله) ولا تطيل التفكير في الوساوس، وإذا جاءتك الوساوس في طاعات عملية مثل: الوضوء أو الصلاة؛ فعليك ألا ترجع ولا تتردد، وتمضي، وتخالف هذا العدو، كما كان بعض السلف ربما سلم من صلاته والشيطان يقول: (لا يقبلها الله) فيقول: (سيقبلها الله رغما عن أنفك) ثم ينصرف ويمضي.

والعناد جزء أساس في علاج الوساوس، فعاند هذا العدو، وعامله بنقيض قصده، واعلم أنه لا يأتي إلا لمن يحرص على أن يستكمل الطاعات، ويأتي بها على أكمل وجوهها، لكن العظيم الرحيم يسامحنا على القصور، ولا يسامحنا على التقصير، وأنت لست من أهل التقصير، والله تبارك وتعالى علمنا أن ندعو فنقول: {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا}.

نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات