السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابني منذ خمسة أيام يعاني من ارتفاع في درجة الحرارة تصل إلى (39)، مع ألم في الركبة يمتد إلى القدم، ألم شديد لدرجة البكاء.
ذهبت به إلى الأطباء، فأخبروني أنه برد بالقدم بسبب التكييف، ما هو العلاج الأنسب له؟ وهل صحيح أن الألم من البرد أم لا؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الطفل لم يذكر عمره، لكن وجود ارتفاع في درجة الحرارة، مع ألم في المفاصل؛ يستلزم الفحص الجدي، والتقييم من خلال طبيب أطفال متخصص، والأمر ليس واضحا من السؤال، لكن سأحاول شرح بعض ما يتشابه مع ما جاء في السؤال، هناك نوعان من المشكلات التي يصاحبها آلام في الأطراف السفلية من الجسم.
الأول هو: آلام المفاصل، وفيها يكون هناك التهاب في المفصل، ويتسبب هذا الالتهاب في التورم والاحمرار، وعدم القدرة على تحريك المفصل الملتهب، أو قلة مجال حركته؛ مثلا لا يستطيع المريض أن يثني الركبة كالإنسان الطبيعي وإنما يثنيها جزئيا.
في حال وجود التهاب في المفاصل يمكن أن يكون هذا مرتبطا مع مجموعة كبيرة من الأمراض منها: أمراض مناعية مثل الروماتويد، ومنها ما يرتبط بالعدوى سواء الالتهاب التفاعلي للمفاصل ما بعد عدوى فيروسية، أو أمراض مثل الحمى الروماتزمية ما بعد عدوى بالميكروب السبحي، وترتبط أيضا الحمى المالطية مع التهابات في المفاصل.
هناك مجموعة أخرى من الأمراض المرتبطة بوجود عدوى في أحد المفاصل، وارتباط ذلك بارتفاع في درجة الحرارة، والأسباب عديدة وتحتاج لفحص دقيق للطفل، وما ذكر من تفاصيل في السؤال غير كاف للحكم على الأمر بشكل دقيق.
النوع الثاني من الآلام هي: آلام نهايات العظام، وفيها تكون المفاصل خالية من أي علامات للالتهابات، ومجال حركة المفصل طبيعي فيثنى ويفرد بدون أي آلام، وترتبط تلك الآلام في الغالب مع الإرهاق والتعب، وخاصة في نهاية اليوم؛ حيث يكون تحميل وزن الجسم كله على الطرف السفلي من الجسم، وعلى نهايات العظام، وخاصة في مراحل النمو واكتساب الطول؛ حيث تكون تلك النهايات ضعيفة إلى حد ما، ونسمي تلك الآلام بآلام النمو، وأي عدوى أو نزلة برد قد يرتبط معها بعض الألم في العظام والجسم عامة.
النصيحة: أن يتم فحص الطفل جيدا مع تقييمه من خلال طبيب متخصص؛ لأن تلك الحالات تحتاج للفحص، أو تفاصيل أكثر للحكم عليها.
هذا والله الموفق.