السؤال
السلام عليكم
مشكلتي مع شقيقي الصغير -عمره 6 سنين- أنه جبان للغاية، وكثير البكاء لأتفه الأسباب، وهو حقود بشكل فظيع، فلا يرضى أن تذهب أختي دون أن يذهب معها، وهو يبول وهو واقف، وقد علمته كثيرا، وأنا لا أريد أن أستخدم أسلوب العقاب لأنه سيفعل ذلك من ورائي، لكن أسلوب تبغيض هذا الفعل لم ينفع معه، فما هو الحل؟ علما أنه يدرس في الروضة، وهل من الممكن أن أخبر المعلمة لكي تساعدني في هذا الأمر؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على التواصل معنا.
قد تستغربين أننا أحيانا نغرس من الأطفال الصغار ما نتوقعه منهم، فإذا تعاملنا معه على أنه "جبان وحقود" فإننا نعزز عنده هذه الصفات وسيستمر عليها.
إن هذا الطفل بالرغم من انزعاجك منه ما زال صغيرا جدا، ومن الممكن جدا تعديل سلوكه في الطريق الصحيح، ولكن لا بد أن ينطلق هذا من المحبة والحنان، مع الحزم، والحزم لا يعني العنف أو الضرب، وإنما الجدية فيما هو متوقع منه.
وسأشرح هنا شيئا أساسيا يمكن أن يكون نقطة تحول في طريقة تربيتكم لهذا الطفل، وما يمكن أن تفعلوه معه، ومنها عدة أمور كالتالي:
1- أن تلاحظوا أي سلوك إيجابي يقوم به الطفل، وأن تـشعروه بأنكم قد لاحظتم هذا السلوك الإيجابي، ومن ثم تشكروه عليه، وأؤكد هنا على فعل هذا مهما كان هذا السلوك صغيرا.
2- تجاهلوا بعض السلوك السلبي الذي يمكن أن يقوم به الطفل، إلا السلوك الذي يعرضه أو يعرض غيره للخطر، فعندها من الواجب عدم تجاهل الأمر، وإنما العمل على تحقيق سلامة الطفل والآخرين مباشرة.
3- وأما بالنسبة لعناد الطفل، فربما كثير من هذا أيضا هو سلوك لجذب انتباهكم وانتباه من حوله، فحاولوا التعامل معه كمجرد سلوك لجذب الانتباه، ويمكنكم توجيه انتباهكم إليه عندما يتجاوب معكم ومن دون عناد، وحاولوا صرف انتباهكم عنه عندما يصل عناده لحد لا ترتاحون له.
4- وذات الشيء بالنسبة للتبول، حاولوا تعزيز سلوكه الإيجابي عندما يقوم به بالشكل المناسب، فعندها قولوا له "أحسنت يا حبيبي"، حتى نلاحظ السلوك يتكرر مع الوقت، وهكذا، حتى تجدوا أن سلوك الطفل بدأ يتغير بالاتجاه الصحيح المطلوب.
وشكرا.