السؤال
السلام عليكم.
تحية إجلال وإكرام لكل الإخوة العاملين في هذا البرنامج الرائع، من أطباء ومستشارين ومعدين، جعله الله في ميزان أعمالكم، وجزاكم خير جزاء المحسنين.
أنعم الله علي بابنتين، الكبيرة دخلت سن الثامنة، وأود الاطمئنان على حالتها التي سوف أسردها لكم.
في سن الخامسة في إحدى الليالي وبعد أن مر على نومها دقائق انتبهنا من النوم على صوتها، وهي تبلع وكأن شيئا عالقا في بلعومها، وعندما نظرت إليها وجدتها فاتحة عينيها، ولا تحركهما، وهي غير منتبهة، واللعاب يخرج من فمها، فرعبت وحاولت أن أكلمها ولكنها كانت كالميتة، لا تتحرك ولا ترمش، واللعاب يملأ فمها.
أخذتها إلى وحدة الطوارئ فأسرع الطبيب إلى إفراغ اللعاب من فمها، عن طريق (صوندة وجهاز سحب) وكان يجهز لإبرة، واستقرت حالتها وانقطع اللعاب، وأغمضت عينيها، وأعطاها إبرة أو إبرتين، وغرقت في نوم عميق لفترة، ثم تقيأت، وبعدها انتبهت وهي تبكي بشدة، بعدها نامت ونهضت صباحا بكامل صحتها وقوتها.
الطبيب قال: إن هذه حالة ( شمرة ) باللهجة العراقية، وسألني عن وجود أحد مصاب بالصرع بالعائلة فقلت لا يوجد، فطلب مني مراجعة طبيب أطفال مختص، فراجعت طبيب أطفال، وطلب تخطيطا للدماغ، وعلى إثره وصف لها علاج ديباكين 200 بجرعة 300 ملغ ثلاث مرات يوميا.
بقيت 6 أشهر، وعملنا تخطيطا آخر، فقال الطبيب: ما عندها بسيط ولا يستوجب البقاء على العلاج، فقطعه تدريجيا خلال 40 يوما، وبعد 3 أشهر عادت النوبة، وعندما نامت بعد دقائق نظرت بوجهها وهي تفتح عينيها، ويملأ فمها اللعاب، استمرت أقل من 5 دقائق وانتبهت، وكأن شيئا لم يكن، وكان الوقت متأخر، فقررت الذهاب للطبيب صباحا، فرجعت للنوم وأنا أراقبها، وإذا بها تمر بحالة تشنج مختلفة! إذ قامت وفمها معوج وعينها، لثوان ثم رجعت طبيعية ونامت.
أخذتها للطبيب، وعندما رأى التخطيط والعلاج قال: لقد اتخذ طبيبها قرارا خاطئا، لأن بؤرة الإشارة الكهربائية في الدماغ موجودة بوضوح بالتخطيط، فعادت إلى علاج الديباكين بجرعة 350 ملغ صباحا ومساء، وبقيت سنة ونصف بدون أن تأتيها الحالة، وبعد هذه الفترة في إحدى الليالي ارتفعت حرارتها، وكنت خارج المنزل وأمها تأخرت بإعطائها علاجا.
عادت النوبة بشكل سريع، تشنج للحظات بدون خروج لعاب من فمها، فأخذتها لطبيبها وأخذنا لها تخطيطا فوجد أن هناك تحسنا ملحوظا في حالتها، فبقيت على العلاج نفسه، وبالجرعة نفسها، ولكنه قال: إنه سوف يقطع العلاج بعد أن تتم سنتان، يعني باقي لها 6 أشهر لإكمال السنتين، وقال: حتى لو كان التخطيط يشير لبقاء البؤرة فسوف أقطع العلاج!
لم أطمئن لهذا الكلام، فأخذتها لطبيب آخر مختص بالأعصاب والصرع لدى الأطفال، وشرحت له الحالة فقال: أنا غير مقتنع بالديباكين لحالتها، لأن حالتها هي صرع جزئي، وسوف تشفى منه مستقبلا، وبعض مرضاي في حالتها لم أصف لهم علاجا أصلا.
قرر تغيير الديباكين إلى تريلبتال 60 مغ/ملم وبجرعة 3 سي سي باليوم، على مرتين على أن يكون العلاج تدريجيا، يعني أقلل من الديباكين يوميا 50 لمدة 5 أيام وأعطي تريلبتال 1 سيسي يوميا لحين الوصول ل 3 سيسي بعد أن أتم 5 أيام ثم أستمر على تريلبتال فقط.
حقيقة هذا الأمر أفزعني وجعلني في حيرة، أن أبقي ابنتي على العلاج دهرا، ولا أراها في حالة نوبة، فهل أبقى على الطبيب الأول وأقطع العلاج بعد إكمال السنتين حتى لو كان التخطيط سلبيا أو آخذ بإعطائها تريلبتال تستمر عليه؟
أسأل الله لكم التوفيق والسداد في هذه الخدمة الإنسانية.