موقف دمر قلبي وأدخلني في حالة من التبلد والجمود تجاه الحياة

0 472

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشعر بأني خارجة عن نفسي ولا أستطيع أن أمسكها، لا أشعر بنفسي ولا أستطيع أن أدافع عنها، في الحقيقة تعرضت لموقف كسر قلبي وأصبت بانهيار في الشخصية، تلاشيت أمام نفسي، لم يبق شيئا مني، وعندما أنام أستيقظ سريعا وكأنني لم أنم، لا أضحك ولا أغضب ولا أفرح لا أبكي، هذه أمور توجد بكل إنسان، أنا لا توجد لدي، جسد بدون روح، هذا ليس تشاؤما هذه حقيقة، لا أستطيع الالتزام بالمبادئ، ولا أستطيع أن أدخل معلومة في دماغي وأستوعبها، هل هذا جنون؟ وهل هذا المرض سيبقى إلى الأبد؟

أنا أشعر بالحزن الشديد فعلا، ولم يأخذني أحد على محمل الجد، لا يوجد لي إحساس تجاه أي شيء، أضعت مبادئي، أصلي لكن لا أشعر أني أصلي، أذكر ربي ولكن لا أشعر أني أذكر ربي، لا أشعر بأمي ولا أشعر بأبي رغم أني جيدة معهما، أريد علاجا للرهاب الاجتماعي والاكتئاب.

شكرا جزيلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Nouf حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

تجمد الوجدان وتبلده ظاهرة معروفة تأتي أحيانا مع القلق النفسي ومع الاكتئاب النفسي، لكن في ذات الوقت يكون تقدير الإنسان مفيد وأساسي في ذلك أيضا.

الذي أدعوك هو التأكيد على ذاتك بأنك إنسان ممتاز، وهذا مهم جدا، هذا ليس فيه خديعة للنفس، وليس فيه كبر، وليس فيه استطالة للنفس أو انتفاخها، إنما هو أمر ضروري وواجب؛ لأن الإنسان إذا حقر نفسه ولم يعطها قيمتها، هذا يؤدي إلى تجمد مشاعره وكثير من السلبيات.

أريدك -أيتها الفاضلة الكريمة- أن تقرئي عن الذكاء العاطفي، هنالك كتاب ممتاز لدانييل جولمان وهو رائد في الذكاء العاطفي، حيث كتب كتابا مشهورا في عام 1995، مثل هذه القراءة تفيد كثيرا.

الجانب الآخر هو أن تضعي لنفسك برامج يومية تتواصلي فيها اجتماعيا، تتواصلي معرفيا، تكوني مع الصالحات من الفتيات، ولا بد أن يكون لك تأثيرا داخل الأسرة، اجعلي دورك دورا مميزا في داخل أسرتك، وهذا يجعلك تحسين بالرضا، والشعور بالرضا ينقلك من التجمد وتبلد المشاعر نقلة إيجابية جدا.

لا أعتقد أنه يوجد ما يمنع أن تتناولي أحد الأدوية التي تساعدك في تحسين المزاج، وتساعدك أيضا في أن تكوني نشطة أكثر من حيث التواصل الاجتماعي، وقبل أن أتحدث عن الدواء لا بد أن تعيدي هيكلة نفسك – كما ذكرت لك – وتجعليها إيجابية، واحرصي على أمور الدين، فيها خير كثير لك ونفع عظيم.

أنا أؤمن إيمانا قاطعا بأن حلق القرآن هي حلق المعرفة الحقيقية للإنسان، ويجني من خلالها خيري الدنيا والآخرة، ويبني شخصيته ويطور من مهاراته، فكوني حريصة على هذه الحلق.

الدواء الذي أفضله في حالتك هو العقار الذي يعرف (فالدوكسان)، دواء جيد جدا، يجعل الإنسان أكثر إيجابية، لكن الدواء له إشكالية، وهو أنه لا بد أن يتم فحص وظائف الكبد قبل بداية العلاج، ومن ثم في الأسبوع الثالث، ومن ثم في الأسبوع السادس، ثم بعد ذلك بعد ثلاثة أشهر، وفي معظم الحالات تكون وظائف الكبد طبيعية، لكن هذا من أجل التأكد. هذا هو الدواء المثالي بالنسبة لك، وإن أردت أن تبدئي فيه لا بد أن تذهبي إلى الطبيب أولا ليقوم بالترتيبات العادية المطلوبة من حيث الدواء.

أما إن كان وضعك لا يسمح للذهاب إلى الطبيب فانتقلي إلى دواء آخر، وأعتقد أن الـ (زيروكسات) ويسمى علميا باسم (باروكستين) سيكون جيدا وممتازا بالنسبة لك، الجرعة هي أن تبدئي بنصف حبة – أي عشرة مليجرام من الحبة التي تحتوي على عشرين مليجراما – تناوليها لمدة شهر، ثم اجعلها حبة واحدة ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة ليلا لمدة شهرين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات