السؤال
السلام عليكم.
دكتور أرغب بمساعدتك، فالوقت مهم بمشكلتي، ولا أستطيع التأخر.
والدي بالستين من عمره، جد لأربعة من الأحفاد، ويريد الزواج بأخرى، رغم أن والدتي تحملت الكثير من أجل استمرار الحياة، فوالدي صعب جدا في تعامله وشديد.
كانت أمي دائما له مطيعة، وتحملت قلة المادة في بداية الحياة، وقدمت له الكثير من التضحيات والمشاركة المادية، والآن والدي مبسوط ماديا، ويريد الزواج بثانية، ويرى والدتي قد كبرت، ويريد الزواج بأخرى.
دائما يجرح أمي بالكلام، وأنها عجوز، مع أنها بصحة ممتازة، وتقوم بكافة أعمال وطلبات والدي، والواجبات الخاصة.
علمت عن رغبته بالزواج من خلال رسائل (الواتسب) بينه وبين الخطابات، ولا أعلم ما الطريقة الصحيحة لإصلاح هذه المشكلة، ولا أريد الصراع مع والدي.
أرشدوني، فوالدتي تمر بأيام صعبة جدا، جسد بدون روح، وهي ترفض موضوع زواجه بشدة، وأنا لا أحتمل رؤيتها بهذا الوضع، لأنها تعلم برغبته بالزواج.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ M.10 حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك ابنتنا الكريمة في الموقع، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، ونشكر لك الاهتمام بمشاعر الوالدة، نسأل الله أن يرزقك برها، وأن يعينك على كل أمر يرضيه، وأن يعين الوالد أيضا على ما يرضي الله تبارك وتعالى.
أرجو أيضا أن تهتم الوالدة بالوالد، وتقترب منه، وتجتهد في تجنب الخصام معه، وعليه كذلك أن يقدر زوجته، يعطيها حقها وحظها، ويهتم بها، يبادل وفاءها، ويقابل وفاءها بالوفاء، لأن الحياة الزوجية تقوم على المشاعر النبيلة.
نتمنى أيضا أن تشجعي الوالدة على الصبر على هذا الوضع، وتشجعي الوالد أيضا على إعطاء الوالدة حقها، وأنت في سن ولله الحمد يؤهلك لتقديم النصيحة للطرفين، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر للجميع الخير ثم يرضيهم به.
لست أدري هل الوالد المقصر في حق والدتك سيوفي الثانية حقها؟ هذا أمر مهم، الشريعة لا شك أنها لا تمانع من تزوج الرجل بمثنى وثلاث ورباع، لكن تشترط العدل، تشترط القيام بواجبات الحياة الزوجية، وهي مسؤولية بين يدي الله تبارك وتعالى.
نتمنى أيضا ألا تعامله الوالدة معاملة سيئة، لأن هذا سيسرع بهذه الفكرة، في حين أن المعاملة الجيدة والاهتمام به قد تدعوه إلى إلغاء هذه الفكرة وعدم الزواج مرة ثانية، خاصة وهو في عمر قد لا يجد بسهول من يقبل به زوجا.
على كل حال نسأل الله التوفيق للجميع، ونشكر لك التواصل مع الموقع، ونقول لك كما قال مالك: أطيعي والدك ولا تعصي أمك، فالموازنة بالنسبة لك صعبة، فكوني مع الطرفين، واجتهدي في نيل رضاهم.
نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.