أحببت فتاة وعقد عليها غيري ومن حبها لي خلعته، هل أخطبها؟

0 311

السؤال

السلام عليكم
طرحت لكم مشكلتي بالاستشارة رقم (2215929) وبعد مضي أيام قليلة على ما حصل، بدأت الفتاة باستغلال سوء معاملة خطيبها الذي أجبرت عليه، لكي تتمكن من توسيع الفجوات بينهم، ونجحت إلى أن وصلت بتأييد أهلها إلى رفع قضية خلع في المحكمة، حتى ترجع إلى من دخل قلبها، ودخلت قلبه ليتقدم لخطبتها، على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

أنا أنظر الآن لها نظرة أخرى بأنها استهلكت، وظهر أجزاء من جسدها لغيري، وتكلم معها، وهذا على الرغم من أني متأكد أنه لم يختل بها إلا مرتين، وفي بيت أهلها، ولم يحصل بينهما شيء.

من هنا أنا متردد في التقدم لها، لأني كلما أتذكر هذه المواقف تضيق في وجهي، وأخاف أن أسيء التعامل معها!
من ناحية أخرى أقسم أني صادق الحب معها، وتمنيتها ودعوت ربي أن يجمعني بها، والشكر لها لأنها أحبت وأخلصت، وتخلصت من خطيبها على نية أن أخطبها.

كيف أخرج هذه الوساوس من قلبي وعقلي؟ وما الحل والصواب في ذلك؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Anas حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نتمنى أن تتعوذ بالله من الشيطان ومن خواطر السوء، ونحب أن نؤكد لك أن الرجل الذي خطبها خطبها بطريقة صحيحة، وفارقها بطريقة صحيحة، ولا ذنب لها في هذا الذي حدث، فقد أجبرت، وهذا لا ينتقص من مقامها، ولا ينتقص من قدرها، ونتمنى أن تستمر لتكمل معها المشوار، والحمد لله أنك لم تكن سببا في ذلك؛ لأن الممنوع هو التدخل، لكن طالما فشلت الخطبة من تلقاء نفسها لكونها أولا كانت مجبرة عليه، ولأنه أيضا أساء معاملتها – كما ظهر من خلال الاستشارة – فارفع عن نفسك هذا الحرج، وتعوذ بالله من شيطان يريد أن يشوش عليك.

أيضا لا يرضى الواحد منا للفتاة مثل هذا الموقف، هي تريدك وأنت ترفضها، بعد أن خرجت من حياة خطيبها، والممنوع هو أن يخطب المسلم على خطبة أخيه، وأن يشجع الفتاة على أن تترك خاطبها، هو أن يخبب امرأة على زوجها، فملعون من خبب امرأة على زوجها، هذه هي الأشياء الممنوعة.

أما وقد أجبرت – وهذا خطأ من أهلها – أما وقد أساء معاملتها – وهذا خطأ منه – حتى كانت النتيجة أن تخرج من حياته، فلا يصح لك ولا لغيرك أن يلومها؛ لأن ذلك الخاطب رأها أو جلس معها، طالما أنت متأكد أن كل ذلك كان يحصل تحت سمع وبصر أهلها وفي بيتها، ونسأل الله أن يعينك على الخير.

نتمنى طرد هذه الوساوس، وعليك أن تقبل على الله تبارك وتعالى، وتتوب من كل أخطاء قد حصلت – وهي كذلك – ثم بعد ذلك تقبل على حياتك الجديدة بأمل في الله جديد وبثقة في الله المجيد، لأنا نؤكد أن أي علاقة في الخفاء لا تقبل سواء كانت منك أو من غيرك، والحمد لله أن هذا الذي دخل حياتها جاءها من الباب الشرعي وقابل أهلها، لكن الأمور لم تنجح ولم تكتمل ولم تستمر، فلا غبار على الفتاة التي خطبها خاطب ثم تركها أو تركته.

أرجو أن تقبل عليها، وتعوذ بالله من الشيطان ومن مثل هذه الوساوس التي نؤكد أنها ليست في مكانها، وليس له وزن في شريعة الله، ونسأل الله أن يقدر لك ولها الخير حيث كان ثم يرضيكم به.

مواد ذات صلة

الاستشارات