السؤال
السلام عليكم
أنا شاب بعمر31 سنة، غير متزوج، وأتساءل ما فائدة الزواج؟ وهل يمكن الاستغناء عنه؟ وما هي الحكمة منه؟ وهل يفضل الزواج من امرأة عاملة أم ربة منزل؟
لأن ما نراه من النساء العاملات، وأحاديثهن غير المنضبطة مع زملائهم الرجال، يجعل الواحد منا يفكر كثيرا قبل أن يقدم على الزواج!
أنا غير مقتنع بفكرة الزواج؛ فما الداعي للارتباط وتحمل المسؤوليات والهموم، وأنا أستطيع أن أكون سعيدا بطاعة ربي، وبعملي، وبالترفيه عن نفسي بالسفر، وكل المتع التي أحلها الله؟
أرى أن الزواج يكبلني، ويزيد همومي، ويحملني مسؤوليات، إذا فما فائدته؟ وما الداعي له؟ وفي نفس الوقت أعاني من ضغط أهلي وأصدقائي علي من أجل الزواج، فما نصيحتكم؟
لماذا تحب النساء العاملات الحديث والضحك مع زملائهم الرجال في العمل؟ وهل المرأة لا تكتفي برجل واحد؟ وهل هذا من طبيعتهن وتركيبتهن؟ لا تقولوا لي أنت تعمم، أستطيع أن أقول: 99% منهن، ومما رأيته، يضحكن مع زملائهم! إذن ما الداعي للزواج بكائن هذه تركيبته؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الغفور حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك أيها -الابن الكريم- في الموقع، ونشكر لك هذا السؤال الرائع الذي فتحت فيه قلبك، وأفصحت عما في نفسك، فشكرا لك على هذا الوضوح، ونحب أن نؤكد لك أن الزواج منهج الأنبياء، والأنبياء أكرم الخلق جعل الله لهم أزواجا وذرية، قال تعالى: (ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية)، والزواج فطرة، وقال عمر: (من دعاك إلى غير الزواج فقد دعاك إلى غير الإسلام).
لذلك ينبغي أن تدرك أهمية الزواج، وكيف أن له حلاوة، والحياة تفقد طعمها ولونها بدون الزواج.
نحب أن نؤكد أن العظيم قال في كتابه: {المال والبنون زينة الحياة الدنيا} فالزواج يعطي الإنسان آمالا جديدة؛ حيث يبدأ بالتفكير في مستقبل أبنائه، فيكدح من أجل مستقبل ناجح، ويكون امتدادا لعمله الصالح، فيه السكن، والطمأنينة، والراحة، وللرجال خلق النساء، ولهن خلق الرجال، ولا شك أن كل شاب يتأخر عن الزواج فإنه يندم، ويتأثر، ويتأسف، وربما غضب من إخوانه الذين لم يخبروه عن حلاوة الزواج، وحلاوة الحياة الزوجية التي تكتمل للرجل فيها عناصر الأبوة، وتكتمل فيها للأنثى عناصر الأمومة، وهي جزء من سعادة الإنسان في هذه الحياة.
إن للزواج فوائد محسوسة؛ فالإنسان عندما يتزوج يكون له أبناء يملؤون حياته بهجة، ويكونون امتدادا لعمله الصالح، ويكونون عونا له في أيام كبره وضعفه برا، ورعاية، واهتماما، وحبا.
الإنسان لا بد أن يدرك هذه المعاني، فإن سعادة الإنسان لا تتحقق إلا إذا عرف أنه محبوب ومقبول ممن حوله من الكرام الذين يحرصون على إسعاده، ويحرصون على أن يكونوا إلى جواره.
لذلك نتمنى أن تستجيب لرغبة أهلك، ونحب أن نؤكد أن ما تفعله بعض النساء من الخطأ، ولكن لو تزوجت النساء، وجلسن في البيوت، وقام الأزواج بالأدوار، ووجدت المرأة الرجل الذي يحصنها ويحصن نفسه، ويعفها ويعف نفسه، فلماذا تتكلم؟!
ليس معنى هذا أننا نجد لهم العذر، فهذه مخالفة لا ترضي الله تبارك وتعالى، والمرأة دائما أدوارها الحقيقية ومكانها الفعلي هو في البيت، ولا ينبغي أن تخرج إلا إذا احتاجت إلى المال، والمرأة لا تحتاج (عندنا) إلى المال إلا بعد غياب المعيل، ولكن على كل حال (كذلك) ينبغي ألا يترتب على خروجها ضرر، أو فساد، أو ضياع واجب من حق الأبناء، أو حق الزوج، أو وقوع في معصية، وأن يكون العمل متناسبا مع طبيعتها، وهذه معان كبيرة جدا، وشروط وضعها الإسلام، ولكن نسأل الله أن يصلح الأحوال.
ونحن نتمنى أن تتزوج، وأن تختار صاحبة الدين، ونؤكد أن الفاضلات كثر، والخيرات موجودات، فعليك أن تحسن الاختيار، وستسعد، ونتمنى أن تتواصل معنا بعد أن تتزوج، لأن عندها ستجد بهجة الحياة، ولذة الحياة، وطعم الحياة.
نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.