توقفت عن العمل لأجل الدراسة، وأصبحت أشعر بعصبية وضيق!

0 224

السؤال

السلام عليكم ..

الله يجزيكم الخير على هذا الموقع الجميل والمفيد.

عمري ٣٤ سنة، وأعيش في كندا من خمس سنوات، صرفت من عملي في شهر ديسمبر، فقررت أن لا أبحث عن عمل في هذه الفترة لأني أحضر لامتحان في شهر يونيو، حتى أتمكن من العمل في مجال دراستي. فكنت أدرس ٥ ساعات يوميا.

منذ شهرين تقريبا بدأت أشعر بالعصبية؛ حيث كنت أفكر كثيرا في بعض الأمور العائلية، وأفكر أيضا في أموري المالية، ولمدة يومين لم أنم من التفكير وشدة العصبية، وفي اليوم الثالث نمت لمدة ساعة ولكني صحوت وأنا أحس باكتئاب شديد، وبعد ذلك أصابتني نوبة خوف وهلع؛ حيث ضاق نفسي وزادت ضربات القلب.

بعد هذه الحادثة صرت أحس بقلق وخوف، ولا أعرف سبب القلق والتوتر، وأيضا لا أحب الجلوس في المنزل، وأشعر بالملل والفراغ وأفكر كثيرا في المستقبل بتشاؤم. استمرت هذه الحالة ٣ أسابيع، وخفت العوارض بعض الشيء، ولكني ما زلت أشعر بقلق وخوف؛ خاصة بعد الاستيقاظ من النوم، وأحيانا أثناء النوم أستيقظ وأجد نفسي مكروبا.

ذهبت لطبيب العائلة فوصف لي سيمبالتا ٣٠ مغ لمدة أسبوع، و٦٠ مغ لمدة ٤ أسابيع، ثم أتوقف عن الدواء.

أنا متردد في استعمال الدواء؛ حيث إني قرأت أن له عوارض جانبية، ومنها ما هو على الكبد، فهل تنصحوني بالبدء باستعمال الدواء على الطريقة التي وصفها لي طبيب العائلة؛ حيث إنه لم يقل لي بالتوقف التدريجي عن الدواء.

وأيضا أريد أن أسأل إذا كان هذا الدواء يمكن أن يؤثر على دراستي؛ حيث أن هذا الامتحان مصيري بالنسبة لي.

عذرا على الإطالة، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ usama حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذه الحالات نعتبرها من ما يسمى بعدم القدرة على التكيف أو التواؤم، الظروف التي تمر بها وما يشغلك حول الامتحانات والشؤون المالية؛ أدى إلى شعورك بهذا الضيق والتوتر والقلق، وهذا طبعا مصحوبا بعسر شديد في المزاج؛ جعلك تحس بالملل والفراغ والانشغال حول المستقبل، والتفكير فيه بتشاؤم. هذه الحالات نعتبرها -إن شاء الله- عرضية، لكن أرى أن قرار الطبيب صحيح، وهو أنه أعطاك أحد مضادات الاكتئاب الجيدة جدا، وهذا الدواء يمتاز أيضا بأنه يزيل القلق والتوتر، -وقطعا- الخوف والهلع.

أنا أتفق مع الطبيب تماما في الطريق التي بدأ بها العلاج؛ لكن -مع الاحترام الشديد- قد أختلف معه في قضية التوقف عن العلاج، أنا أريدك أن تستمر على الدواء بجرعة 60 مليجرام لمدة ثمانية أسابيع (أي شهرين)، وهذا -إن شاء الله- ليس فيه مخالفة لتعليمات طبيبك؛ إنما الذي أريد أن أنتهجه معك هو المنهج الأكثر ضمانا بعد انتهاء الثمانية أسابيع، وأنت على جرعات 60 مليجرام يوميا، خفض الجرعة إلى 30 مليجرام يوميا لمدة أسبوعين، ثم خفضها إلى 30 مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين أيضا، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذه الطريقة أفضل، والسيمبالتا دائما يفضل تناوله بعد الأكل، والدواء سليم ليس له أعراض جانبية سلبية على الكبد، قد يؤدي إلى ارتفاع بعض الإنزيمات، لكن هذا أمر عادي جدا ولا يحدث لجميع الناس، وهذا الارتفاع ارتفاع مؤقت ينتهي بالتوقف عن تناول الدواء.

أيها الفاضل الكريم: كن أكثر إيجابية، انظر إلى المستقبل بإشراق، أهدافك الآن واضحة جدا، وهي أن تمر هذه الامتحانات بإذن الله تعالى، وبعد ذلك تسير في مسيرة الحياة حسب ما هو مطلوب، وحسب ما هو متاح، وحسب ما يتطابق مع آمالك وتطلعاتك.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات