أنا مصاب باكتئاب وتوتر وقد قمت بتبديل الأدوية، فبماذا تنصحوني؟

0 258

السؤال

السلام عليكم
رجاء ساعدوني، فأنا أحتاج للمساعدة

أنا مصاب بالاكتئاب والتوتر النفسي، والتوتر يكون في أعلى رأسي وفي مقدمته، ويأتيني التوتر عندما أدرس، وعند المواقف الاجتماعية، وشخصيتي ضعيفة، وأشعر بأنني غير طبيعي.

كنت آخذ دواء lodiom 25 بين فترة وأخرى؛ لأنني كنت أذهب بين فترة وأخرى لدكتور -ليس مختصا بالأمراض النفسية- كان يعطيني هذا الدواء، والآن سافرت، وبعد أن استمررت على هذا الدواء لمدة 3 أشهر نفد مني، وقبل أن ينفد اشتريت دواء وهو: amitriptyline 25 من أوكرانيا، وهو مشابه له، ولكنني لم أغير الدواء بالتدريج، وإنما كان فجأة، وهنا كانت الكارثة هي: أنني الآن أشعر بالأعراض تعود: اكتئاب كبير، وتوتر، فماذا علي أن أفعل؟ أنا أريد أن أستعمل هذا الدواء؛ لأنه متوفر هنا.

هل أستمر عليه رغم وجود الأعراض؟ وكم حبة آخذ؟ علما أنني في اليوم الأول تناولت 3 حبات محاولة مني لتغطية الأعراض، واليوم الثاني تناولت 2، واليوم الثالث أشعر بتحسن وبتوازن عاد إلي، ولكنني تراجعت في العلاج، فبماذا تنصحوني؟ وكيف أستعمل امتربتالين؟ وإذا نصحتموني بدواء أفضل أيضا أريد أن أعرف كيف أستعمله؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علاء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن شاء الله حالتك بسيطة، ويظهر لي أنك تعاني من القلق الاكتئابي الذي يجعلك أقل ثقة في نفسك في المواقف الاجتماعية، ولا أعتقد أنك تعاني من رهاب اجتماعي.

بالنسبة للعلاج الدوائي: الإميتربتالين دواء رائع وممتاز، بالرغم من أنه من الأدوية القديمة، لكن ليس هنالك عالم طبي أو نفسي أو صيدلاني يستطيع أن يدعي أن الأدوية الحديثة أفضل من الإميتربتالين من ناحية القدرة العلاجية، هو دواء يعتبر مرجعيا لعلاج الحالات النفسية خاصة القلق والاكتئاب، لكن يعاب عليه أنه ربما يسبب بعض الأعراض الجسدية الجانبية مثل الشعور بالجفاف في الفم، أو الثقل في العينين، أو الإمساك، وقطعا لا ينصح باستعماله بالنسبة للذين يعانون من مشاكل في تضخم البروستاتا، أو لديهم ارتفاع في ضغط العين، وهذا - والحمد لله – لم نشاهده أبدا عند صغار السن أمثالك، فتوكل على الله وتناول الدواء.

البداية دائما تكون متدرجة، أن تبدأ بخمسة وعشرين مليجراما يوميا ثم تزيدها بمعدل خمسين مليجراما أسبوعيا، إلى أن تصل إلى مائة مليجرام في اليوم، أنت بدأت بداية قوية بعض الشيء نسبة لخوفك من أعراض الانقطاع السابق للدواء، أو لعودة الحالة بكثافة، وجرعة ثلاث حبات هذه لا بأس بها، أنت تحملتها والحمد لله الأمور طيبة، أنت الآن تتناول حبتين في اليوم.

بعد أسبوع من الآن أريدك أن تجعلها ثلاث حبات في اليوم، تناول حبتين ليلا وتناول حبة في الصباح، وإذا سببت لك هذه الجرعة النعاس في النهار فاجعلها جرعة مسائية واحدة – أي خمسة وسبعين مليجراما ليلا – استمر عليها لمدة شهر، ثم بعد ذلك اجعلها مائة مليجرام، وهذه جرعتك العلاجية، وهذه ليست جرعة كبيرة، يمكنك أن تتناولها كجرعة واحدة ليلا، لكن لا تتناولها في وقت متأخر من الليل؛ لأن هذا قد يجعلك تحس بشيء من ثقل الجسد والكسل في أثناء الصباح، وهذا لا أريده لك، أريدك أن تكون نشطا ويقظا.

إن شئت أن تتناول الإميتربتالين بجرعة خمسة وسبعين مليجراما ليلا وخمسة وعشرين مليجراما صباحا هذا أيضا لا بأس به، المهم هو أن تلتزم بهذه الجرعة (مائة مليجرام) يوميا – لأنها جرعة علاجية – وتستمر عليها بالتزام لمدة ستة أشهر، هذه ليست مدة طويلة، بعد ذلك خفض الجرعة بمعدل خمسة وعشرين مليجراما كل ثلاثة أشهر، وحين تأتي للخمسة وعشرين مليجراما الأخيرة أريدك أن تستمر عليها يوميا لمدة عام كجرعة وقائية بسيطة.

هذا هو الذي أراه - أخي الكريم علاء – وأسأل الله تعالى أن ينفعك به، ولا شك أن اجتهادك في دراستك وإدراكك للمسؤولية حيال نفسك وأسرتك وترتيب وقتك والحرص على عباداتك، هذه كلها دافعات نفسية إيجابية، أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات