السؤال
السلام عليكم
أنا مرتبطة بشاب يحبني حبا جما، ولكنني لست متأكدة من مشاعري نحوه، أحيانا أشعر بحب كبير تجاهه وأقول ماذا ينقصه حتى لا أحبه؟ يكفي أنه يحترمني ويحبني ومتدين، ولكن في أحيان أخرى أشعر أني أجاريه ليس إلا، وأنا لا أريد أن أظلمه وأظلم نفسي، هذا الشعور يأتيني خاصة عندما أشعر بانجذاب نحو غيره، وأعلم أني مخطئة في مشاعري ولكنني لا أتصرف على أساسها، فلا أحدث الشباب مثلا ولا أبدي إعجابي لأحد، فقط يكون في قلبي، وهذا الشعور يؤذيني، أحس أني خائنة له ولديني ولنفسي، وليس من حقي أن أنجذب لأحد.
حاولت تركه عدة مرات بسبب هذا الشعور، ولكن كانت حالته تسوء جدا ويرجوني أن أبقى معه، ورأفة به أبقى رغم أني أشعر بندم على ما أفعل به، ورغم الأحاسيس المتداخلة التي أشعرها تجاهه، ماذا أفعل حتى أكون مخلصة له؟ أحاول التقرب من ربي واستغفاره وطلب الهداية منه، والبكاء بين يديه على حالي، أرجو نصيحة شافية تجعلني أكتفي به، أو ربما تنصحني بتركه؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ روزان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك ابنتنا الفاضلة في الموقع، ولم نفهم من سؤالك ما نوع الارتباط الحاصل بينك وبينه هل هو ارتباط شرعي -خطوبة أو عقدا- أم أنها علاقة غير شرعية.
فإن كان الارتباط كما فهمناه غير شرعي فنؤكد لك أن العبث في هذه الأمور وبالعواطف لا يجوز ولا ينبغي، وأن ثمنه غال، وأن هذا القلب ينبغي أن يعمر بحب الله وطاعته، ثم ينطلق في محابه - ومنها حب الزوج أو شريك العمر – على قاعدة الشرع، فالإسلام لا يعترف بمثل هذه العلاقة التي تكون في الخفاء، ولا يعترف بهذه العلاقة التي لم تعلن، ولا يعترف بهذه العلاقة التي لم يأتي فيها الشاب إلى البيوت من أبوابها.
ولذلك ننصحكم بالتوقف، ثم عليه إذا كان جادا أن يطرق باب دار أهلك، وأن يطلبك بطريقة رسمية، وحبذا لو جاء بأهله، وهذا اختبار فعلي لأي شاب، نحن نريد لأي فتاة تشعر بالميل من شاب إليها أن تقول له (أبي فلان، وعمي فلان، وخالي فلان، وإذا أردت عليك أن تتواصل مع فلان) هذا اختبار لصدق الشاب، فإذا جاء البيوت من أبوابها وطلب يدك بطريقة رسمية وحصل الوفاق بين البيتين والعائلتين والأسرتين، قلنا بها ونعمت، وقلنا عند ذلك (لم ير للمتحابين مثل النكاح).
كما أرجو أن تجتهدي في غض بصرك، فإن الفتاة أو الشاب إذا كان ينظر هنا وهناك لم تكفه نساء بغداد وإن تزوجهن، ولم تكتف أيضا المرأة، ولذلك غض البصر من أعظم الآداب والحكم التي جاءت به هذه الشريعة، وكل الشريعة حكم وآداب وأحكام عظيمة، يدفع الناس ثمنا غاليا عندما يتهاونون في تطبيقها.
إذا نحن نحذرك من العبث بالعواطف، ونحذر من المجاملة في هذه الأمور، ولا بد أن تنظري في الشاب إلى الدين والخلق، وقدرته على تحمل المسؤولية، بره بوالديه، حضوره المجتمعي، هذه أشياء إذا توفرت، ووجدت في نفسك ميلا. ومن حق أهلك أن يسألوا، بل الواجب أن يسألوا، فإن الأولياء عليهم مسؤولية كبرى، لكن الآن لا بد من توقف، لا بد من توبة، ثم بعدها نبدأ علاقة صحيحة على هدى وضوابط هذا الدين، وننصحكم بعدم إخبار أي أحد بأنه ثمة علاقة كانت في الخفاء، حتى لا يساء بكم الظن.
ونؤكد لك أن الفتاة عندما تتأبى على الشاب تزداد مكانتها عنده، وعندما تلوذ -بعد الله- بمحارمها وأهلها يشعر أن وراءها رجالا، وهي عنده بذلك تستحق الاحترام، واعلمي أن الإسلام أرادك مطلوبة عزيزة لا طالبة ذليلة، فلا تقدمي تنازلات، وتوجهي قبل ذلك إلى رب الأرض والسموات، واطلبي من الشاب أن يطلبك بطريقة رسمية، ثم بعد ذلك تكون الخطبة المعلنة، ومن حق كل طرف أن يسأل، لأن مشوار الحياة طويل، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.