أتمنى أن أكون مخلصة في إيماني وأغض بصري، فكيف ذلك؟

0 171

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أشعر أنني لا أستحق أن أكون مسلمة، كثيرا ما أظن أن إيماني باطل، وأحزن كثيرا من مديح الناس لي ولأخلاقي، فأنا أدرى بنفسي، أنا لا أميل للرجال بسهولة، ولكن عندما يعجبني أحدهم أتخيله زوجا لي مهما كان وضعه الاجتماعي.

فآخر مرة -ولا يزال الأثر- أعجبت بشاب متزوج، لم أبد له شيئا، ولكنني أشعر باشتياق كبير له، رغم أنني لن أتمكن من رؤيته مرة أخرى، ولكن في قلبي حسرة، أعلم أن هذا وضع غير طبيعي وسيمر، ولكنني أتحدث عن مبدأ، أريد أن أكون مخلصة لله في إيماني، أريد أن أغض البصر، أن أطبق ما أقرأه من القرآن، ولكنني أشعر أن نفسي الأمارة بالسوء بدأت تغلبني، ولا أريد أن أكون فريسة سهلة للشيطان، فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنرحب بك -ابنتنا الفاضلة- ونشكر لك هذه المشاعر النبيلة التي تدل على خير فيك، ونؤكد أنك مسلمة، وأن فيك خيرا، بل أنت -ولله الحمد- حية الضمير، تشعرين بالخلل وتتأثرين به، ونحب أن نؤكد لك أن هذه طبيعة الإنسان، (فكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون)، ولذلك ينبغي أن تحمدي الله -تبارك وتعالى- على هذه المشاعر، فإن هناك من تخطئ، وهناك من يخطئ ولا يبالي، ولا يشعر بالخطأ، والمؤمن إذا وقع في خطأ -وإن كان صغيرا- يخيل إليه كأنه جبل كبير يريد أن يسقط على رأسه، بخلاف المنافق الذي يفعل فظائع، ويقع في الموبقات، والأمر عنده كأنه ذبابة جلست على أنفه يوشك أن يشير بيده عليها فتطير.

والإنسان ما ينبغي أن ينظر إلى صغر الخطيئة، ولكنه ينظر إلى عظمة من يعصيه، ونحب أن نؤكد أن هذا الميل بين الرجال والنساء فطري خلقه الله لحكمة، ومن أهم هذه الحكم أن هذا الكون لا يمكن أن يعمر إلا بهذا الميل، إلا بهذا الانجذاب الذي جاءت الشريعة بتهذيبه ووضعه في إطاره الصحيح، فمجرد الميل ليس مرفوضا، ولكن السير مع هذه الأشياء، واتخاذ الخطوات التي لا تليق، والتمادي فيما يغضب الله، هذا هو المرفوض، ولكن للنساء خلق الرجال وللرجال خلقت النساء، فما يحصل -بإذن الله- أمر طبيعي، ولكن لا تتبعي النظرة النظرة، ولا تنظري للرجال بإعجاب، فإذا جاءك الشاب المناسب، وقابل أهلك الأحباب، وطرق داركم، فاجلسي معه واطلبي النظرة الشرعية، فإذا وجدت ارتياحا وانشراحا فعندها سنقول: لم ير للمتحابين مثل النكاح.

فأنت على خير، والأمر كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لحنظلة؛ عندما قال: نافق حنظلة. قال: نكون مع النبي -صلى الله عليه وسلم- يذكرنا بالجنة والنار فيرتفع الإيمان، ثم إذا جئنا وعافسنا العيال تغيرت قلوبنا، فرجعوا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: لو كنتم على الحال التي أنتم بها معي لصحافتكم الملائكة في الطرقات، ولكن يا حنظلة ساعة وساعة.

فالمؤمن في صراع مع عدوه الشيطان، والإيمان قد يهبط قليلا ولكنه يرتفع بالتلاوة، بالسجود، بالاستغفار، بتوحيد الله -تبارك وتعالى-، بالمراقبة لله، بمراجعة النفس، سماع المواعظ، فهناك وسائل كثيرة لرفع الإيمان، وأسعدنا هذا الشعور بالنقص عندما تقعين في مخالفة.

ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعيننا وإياك على كل أمر يرضيه هو ولي ذلك والقادر عليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات