السؤال
السلام عليكم.
أعاني من طنين في الأذن اليسرى منذ ثلاث سنوات، ولم أجد علاجا، ذهبت إلى طبيب أنف وأذن وحنجرة، فقام بقياس ضغط الأذن، فوجد اليسرى 24 واليمنى 16، مع العلم أن أذني اليمنى لا يوجد بها طنين،
وصرف لي أدوية، ولم تأتي بأية نتيجة، بل كادت أن تؤدي باليمنى أيضا، دائما أسمع صوت فرقعة مصاحب للطنين، وأحيانا أشعر بألم ولا أتحمل الأصوات العالية، اعتقدت أنه ضرس العقل، فذهبت إلى طبيب الأسنان وأخبرني بعدم وجود مشكلة.
أتمنى أن يساعدني أحد، فوالله ما عدت أنام إلا سويعات، دعواتكم بالشفاء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أفنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
طنين الأذن قد يكون من الأذن الخارجية ومجرى السمع، مرورا بالأذن الوسطى وانتهاء بالأذن الداخلية والعصب السمعي والدماغ، بالإضافة لأمراض عامة كارتفاع الضغط الدموي وتصلب الشرايين، المترافق مع ارتفاع الشحوم والكوليسترول المزمن في الدم.
ولهذا لا بد من تقييم كافة هذه الأجهزة السمعية بالفحص السريري، وتخطيط السمع الهوائي والعظمي وأحيانا بالتصوير الطبقي المحوري أو بالرنين المغناطيسي النووي.
الأسباب في الأذن الخارجية تشمل السدادة الصمغية ( الصملاخية )، والأجسام الأجنبية كالقطن أو ما شابه، أما الأسباب في الأذن الوسطى فتشمل انثقاب غشاء الطبل، والتهاب الأذن الوسطى وانصباب السوائل الالتهابية فيها، وتصلب الركابة والتكلس في الأذن الوسطى، وأحيانا بعض الأورام.
أما الأسباب في الأذن الداخلية فتشمل أذية الأهداب العصبية المستقبلة للصوت في الأذن الداخلية -قد يكون السبب سميا بأدوية معينة أو بالتعرض للضجيج والأصوات العالية- وأخيرا الأسباب العصبية، كأورام العصب السمعي أو بتضيق الشرايين الدقيقة المغذية للعصب السمعي بسبب تصلب الشرايين، وفي حال الطنين النابض قد يكون السبب هو مجرد سماع لنبضات القلب، أو بسبب تشنج في عضلات العنق المجاورة بدون أن يكون هذا مرضا حقيقيا في الأذن.
بالنسبة لضغط الأذنين لديك -أختي السائلة- فهو ضمن الطبيعي في الطرفين، وليس له دور في الطنين الذي تعانين منه، ولا بد من إجراء تقييم شامل للسمع لديك بالأذنين، بإجراء تخطيط للسمع، حيث أن بعض حالات الطنين تترافق مع نقص في السمع قد لا يلاحظه المريض، فيجب في حال وجود نقص في السمع تحديد فيما إذا كان النقص في الأذن الوسطى أم في الأذن الداخلية أم في العصب السمعي، كما لا بد من إجراء اختبارات ما ندعوه ( بالإستنفار السمعي )، خاصة وأن لديك انزعاج من الأصوات العالية، والتي في الحالة الإيجابية ( اختبار الإستنفار ) تفيد في التفريق بين الأسباب من الأذن الداخلية أم من العصب السمعي.
العلاج بحسب السبب، ففي مشاكل الأذن الخارجية تكفي إزالة الصمغ الأذني، أو الأجسام الغريبة في العلاج، وفي أسباب الأذن الوسطى، نعالج الالتهابات والسوائل في الأذن الوسطى بالعلاج الدوائي، وأحيانا بالجراحة للتصلب في العظيمات السمعية والأورام في الأذن الوسطى، وأما في أسباب الأذن الداخلية -والتي أرجح أن تكون هي السبب لديك، بسبب ذكرك لعدم تحملك للأصوات العالية-، فالعلاج لا بد من أن يترافق مع حماية الأذن الداخلية من الأصوات العالية، التي غالبا ما يتعرض لها مرضى الطنين الأذني، بسبب استخدام سماعات الأذنين للموبايل أو الأجهزة الأخرى, وأما العلاج الدوائي فهو بطىء الفائدة، ويجب الصبر والمواظبة عليه لعدة أشهر، وهو يشتمل الموسعات الوعائية الدماغية، مثل البيتا سيرك، ويفيد أيضا مركبات عشبية مثل الجينكو بيلوبا والفيتامينات (ب) المركبة.
وفي حالة الأسباب الورمية: فالعلاج جراحي، وإن كنت أستبعد هذه الأسباب بسبب وجود أعراض كثيرة لا بد أن توجد في حالة الأورام لم تذكريها في حالتك، مثل الصداع المعند والإقياءات والأعراض العصبية الأخرى، مثل الشلل أحيانا في بعض الأعصاب، كل هذا غير متوفر لديك -والحمد لله-، ومع ذلك لا يمنع من الاطمئنان بالتصوير الطبقي والرنين المغناطيسي للرأس.
مع أطيب التمنيات بوافر من الصحة والعافية من الله.