السؤال
السلام عليكم
أعاني من غصة في حلقي وصعوبة البلع، وألم في المعدة، وكثرة التجشؤ، مع العلم أني أتناول مضادا الاكتئاب، وأحس أني سأختنق، زرت أطباء ويقولون إنه ارتجاع، هل هذا صحيح؟ أنا خائفة كثيرا.
السلام عليكم
أعاني من غصة في حلقي وصعوبة البلع، وألم في المعدة، وكثرة التجشؤ، مع العلم أني أتناول مضادا الاكتئاب، وأحس أني سأختنق، زرت أطباء ويقولون إنه ارتجاع، هل هذا صحيح؟ أنا خائفة كثيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ niema حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لم تحددي -أختي السائلة- فيما إذا كنت تأخذين مضاد الاكتئاب لعلاج الغصة؟ أم أنه قد وصف لك من قبل؟ كما لم تذكري متى بدأت الغصة؟ وكيف تطورت؟ وهل هي أكثر أثناء الطعام؟ أم خارج أوقات الطعام؟
لا بد قبل أن نشخص أن الغصة من منشأ نفسي من نفي الأسباب الأخرى، والتي تتضمن القلس الحمضي المعدي (رجوع الحمض من المعدة للمريء)، والتشنج العضلي في بداية المريء، وأحيانا على شكل تضيق في هذا المكان، والذي يترافق خاصة عند النساء مع فقر الدم بنقص الحديد، وكذلك هناك رتوج البلعوم والتي هي توسعات جانبية في جدار البلعوم تسبب تشكيل تجويف جانبي للبلعوم، ومتصل معه بفتحة صغيرة، وتتراكم فيه البقايا الطعامية وتتخمر، وتعطي روائح كريهة وتجشؤ يشعر به المريض ومن حوله، وأخيرا هناك الأورام البلعومية والمريئية، والتي تشكل كتلة تسد مجرى البلعوم أو المريء.
لذا لا بد للتشخيص من إجراء فحص جيد لمنطقة البلعوم بالفحص المباشر، والتنظير البلعومي بالمنظار الليفي والمراقبة التلفزيونية، كما لا بد من إجراء تصوير ظليل للبلعوم، مع دراسة حركة المادة الظليلة خلال البلعوم والمريء، ومحاولة كشف أي إعاقة لمرور هذه المادة الظليلة، أو وجود رتج أو أي ورم يسد المنطقة، ففي حال وجود أي مشكلة مما ذكرت فنعالج بحسب السبب:
فالقلس الحمضي من المعدة يعالج دوائيا بأدوية (الأوميبرازول)، ومضادات الإقياء التي تعمل على إغلاق فتحة المريء على المعدة، ومنع رجوع الحمض من المعدة للمريء، وأما فقر الدم بنقص الحديد فيعالج بتعويض الحديد، وأحيانا بتوسيع مكان التضيق بموسعات خاصة تدخل من الفم للمريء تحت التخدير، وأما رتوج البلعوم والأورام فتعالج جراحيا.
لا أريد منك -أختي السائلة- أن تصابي بالتوتر لمجرد سماع كلمة ورم أو جراحة، وأنا أرجح أصلا أن يكون السبب نفسي عصبي لديك، ولكن لا بد من مواجهة مخاوف المريض بهذه الألفاظ الصريحة، (والتي يظن نفسه مصابا بها، وقد يخشى الإفصاح عن هذه المخاوف بشكل صريح)، حيث أن وضع كل هذه الاحتمالات أمام المريض، وتفنيدها واحدة واحدة بشكل علمي ومدعم بالاختبارات، والتنظير والتصوير الشعاعي يساعد في إقناع المريض بشكل لا يدع مجالا للشك، بأن الوضع طبيعي من الناحية الجسدية، وأن المشكلة نفسية ولا بد من التغلب عليها بالعلاج النفسي والسلوكي، وممكن الدوائي، والاستعانة أولا وآخرا بالإيمان بالله تعالى، والبعد عن الوساوس، حيث أن اقتناع المريض بسبب المشكلة هو ركن أساسي في العلاج، وأهم من الدواء نفسه.
لك مني كل الدعاء بتمام الصحة والعافية من الله تعالى.