أضر الاكتئاب والتوتر بحياتي منذ 9 سنوات حتى حاولت الانتحار.

0 416

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة عمري 26 سنة، أصبت بضيق شديد مع نوبات هلع وخوف، وقلق وتوتر منذ أكثر من 9 سنوات، وأهلي لا يصدقونني عندما أقول لهم عنها، تعذبت منه كثيرا، أصرخ بشدة وأشنق نفسي من شدة المرض، كانت تمر علي السنوات والشهور وأنا لا أخرج من البيت، ولا أذهب إلى مناسبات أو أفراح، حتى أني كدت أن أنتحر بالسكين، لكني علمت أنه حرام، وكنت أخاف من الموت والموتى، وأخاف على إخوتي من كل شيء، كنت أفز من نومي فجأة من شدة الاكتئاب والخوف، كنت لا أنام الليل من شدة الضيق، وكنت أرى كوابيس، وأخبرت أهلي بهذا وكانوا يسبونني ويشتمونني، ولا يراعون ظروفي أبدا.

بعدها ذهبت للطبيب وأعطاني دواء اسمه سيروكسات 20، وتحسنت –والحمد لله-، وبعدها رجع الاكتئاب، مع العلم أني الآن أستخدم الدواء، ونوبات الاكتئاب دائما تهجم علي، وأعاني من ضعف في التركيز عندما أكون بين الناس، ويزداد ضعف التركيز وأصاب برعشة في الأطراف، وأصبت بألم في المعدة حتى تقيأت دما، وحصل لي شحوب في الوجه، وأصبح مرضي واضحا أمام الناس والكل يسخر مني، حاولت أن أنتحر عدة مرات، لكني أخاف ربي.

أصبحت أعيش في عذاب دائم ومتواصل أضر بصحتي، حتى أصبحت لا أستطيع أن أفرح مع المسلمين بالعيد، ولا أخشع في صلاة، ولا أعرف عدد الركعات، هل هناك تمارين تقوي التركيز؟ لأني لم أهنأ بشبابي، وأريد الآن استخدام دواء فلوناكسول بدون وصفة طبية، لأني لا أستطيع أن أذهب للطبيب بسبب ظروفي.

ساعدني يا دكتور، الاكتئاب المستمر يعذبني، أنقذني أنقذك الله من النار.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمينة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا تتضايقي -أيتها الفاضلة الكريمة- من أهلك أبدا، هم يصدقونك ولكنهم في ذات الوقت لا يريدونك أن تدخلي في دهاليز المرض النفسي، وخاصة أن مفاهيم الناس خاطئة جدا على المرض النفسي، وهنالك تخوف بالوصمة الاجتماعية، والبنت التي ترتبط بالمرض النفسي قد يؤثر ذلك على وضعها الاجتماعي بصورة سلبية جدا، لذا أريد أن تكون مشاعرك إيجابية حيال أسرتك، وقطعا أسرتك تمثل المعين الأساسي لك في العلاج، لا يمكن للإنسان أن يفقد الجانب الاجتماعي الأسري ويعيش حياة طيبة، هذا من الصعوبة بمكان.

محاولتك إيذاء النفس مؤلمة جدا، وقولك أنك لا تريدين الموت والانتحار لخوفك من الله تعالى، هذا قول جميل، لكن في ذات الوقت أقول لك أن مجرد محاولتك الانتحار مشوه جدا لتفكير البنت حول ذاتها، ونظرة الآخرين لها، فكوني حريصة في هذا الجانب، وفي ذات الوقت تذكري أن الحياة طيبة، وأنه حتى وإن كانت هناك عثرات وإخفاقات ونوبات كدر وحزن، فالخير موجود والأمل موجود، والجمال موجود والصحة موجودة، علينا أن نتلمسها لنصل إليها، اجتهدي في نفسك، كوني إيجابية في تفكيرك، لا تعتمدي كثيرا على العلاجات الدوائية، لا بأس بها فقطعا تساعد، لكن أعتقد أن خط علاجك الأول يجب أن يكون المزيد من الثقة بنفسك، والمزيد من تطوير المهارات، والمزيد من العلاقات الطيبة مع الأسرة، وأن تشغلي وقت فراغك.

بالنسبة للعلاج الدوائي: أعتقد أن جرعة صغيرة من العقار الذي يعرف باسم سمبالتا Cymbalta، واسمه العلمي دولكستينDuloxetine ستكون مفيدة جدا لحالتك، الجرعة هي أن تبدئي 30 مليجرام ليلا بعد الأكل لمدة شهر، ثم بعد ذلك تجعليها 30 مليجرام ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم 30 مليجرام ليلا لمدة شهرين، ثم 30 مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم تتوقفي عن تناول هذا الدواء.

شاوري أسرتك في موضوع تناول الدواء، هذا نوع من التعاون الأسري المطلوب، نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات