السؤال
سلام عليكم
أعاني من فرط التفكير، وأفكر دايما في الأشياء التي لا أريدها أن تحدث، فعندما أقوم للصلاة أفكر أني لن أستطيع التركيز فيها، وعند قراءة القرآن فسوف أفسره بشكل خاطئ، وهكذا، وأصبح هذا التفكير يسيطر علي، علما بأني أصلي في وقت الصلاة، وأقرأ القرآن، وأبر بوالدي، وألتزم ما أمكن بمكارم الأخلاق وحلمي أن أصبح متدينة، ولكن هذه الأفكار تشعرني بالكسل والتوتر الشديد.
أرجو الإفادة وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ lina حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرجو أن تطمئني تماما، هذه الأفكار التي تأتيك هي نوع من القلق النفسي ذي الطابع الوسواسي، والوساوس تأتي في مثل عمرك للطيبين والحساسين، والوساوس في أغلب الأحيان يكون محتواها حول الدين خاصة بالنسبة للمتدينين، وأحسب – جزاك الله خيرا – أنك منهم.
هذه الأفكار أفكار عابرة، كما ذكرت لك هي أفكار وسواسية، مرتبطة بنوع من القلق النفسي، والمرحلة العمرية التي تمرين بها تلعب دورا في مثل هذه الأعراض، وسوف تنتهي - إن شاء الله تعالى – بالتدريج.
المهم هو أن تكوني متيقنة دائما أن صلاتك - الحمد لله - صحيحة، وأن هذه الأفكار التي تأتيك أفكار وسواسية سخيفة، لا تهتمي بها، ارفضيها، حقريها، واصرفي انتباهك نحو أشياء أخرى.
أنت ملتزمة بالصلاة وتقرئين القرآن وتبرين والديك - والحمد لله تعالى -، وملتزمة بمكارم الأخلاق، هذه قمة الروعة وقمة الجمال وقمة ما يسر النفس، فبارك الله فيك، كلامك شرح قلبي، وأسأل الله تعالى أن يزيدك بهاء وجمالا وحسنا في الخلق وفي الخلق. وما يأتيك من شعور بالكسل والتوتر هو مرتبط بهذا القلق.
حالتك تستجيب بصورة فاعلة جدا للعلاج الدوائي، هنالك أدوية تخصصية تعالج قلق الوسواس، لكن بما أن عمرك خمسة عشر عاما يفضل أن تذهبي وتقابلي أحد الأطباء النفسيين في السودان، إن كنت موجودة بالخرطوم فهنالك البروفيسور (فتح العليم عبد الرحيم)، طبيب متميز جدا في الطب النفسي لليافعين، وكذلك الدكتور البروفيسور (عبد العزيز أحمد عمر) والدكتور (أحمد عبد الرحمن عبد الله) هذه أسماء لامعة ومعروفة وزملاء وإخوة أفاضل موجودون بالخرطوم، فيمكنك أن تتواصلي مع أي منهم، وتقولي (قد أرشدني الدكتور محمد عبد العليم لمقابلتك)، وأنت بحاجة فقط لأن تقابلي أحدهم وليس جميعهم.
هنالك تمارين نسميها بتمارين الاسترخاء، وموقعنا حرص أن يفصل هذه التمارين بصورة بسيطة جدا، والمحتوى واضح، وسوف تجدينه في الاستشارة التي رقمها (2136015)، أرجو أن تطبقي هذه التمارين، ونظمي وقتك، اجتهدي في دراستك، وقطعا الدواء سوف يفيدك كثيرا.