السؤال
السلام عليكم
أنا شاب بعمر 18 سنة, قبل أن أولد على الحياة تطلقت أمي من أبي، وتربيت وترعرت في منزل جدتي أم أمي, إلى أن تزوجت أمي من رجل عندما كنت بعمر 12 سنة.
مشكلتي هي أن زوج أمي لا يطيق الجلوس معي، وأسلوبه دائما جافا معي, حتى تأثر مستواي الدراسي، ونفسيتي الآن أصبحت سيئة جدا، إلى أن أصبت بالرهاب الاجتماعي, والآن أستطيع الرجوع إلى بيت جدتي، ولكني لا أرجع لكي لا تتضايق أمي، حيث أني رجعت في وقت سابق يومين فقط، وكان ذلك بالنسبة لأمي مأساة، لذلك أنا مجبر على المكوث في منزله.
كيف أتكيف مع تصرفاته؟ وأريد بعض النصائح الأخرى لكيفية التعامل معه.
شكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك ابننا الفاضل، ونقدر المعاناة التي تعيش فيها، ولكننا نعتقد أنك بهذا العمر، وبهذا النضج، وبهذا الوعي، جدير بإذن الله وقدير بحول الله وفضله على تجاوز هذه الأزمة، إرضاء للوالدة، وطمعا في أن تسعدها بوجودك إلى جوارها.
ليس من الضروري أن تكون هناك فرص احتكاك بينك وبين زوج الوالدة، الذي كنا نتمنى أن يقدر ذلك من أجل الوالدة، ولكن على كل حال فأنت -ولله الحمد- في عمر يؤهلك للاعتماد على نفسك في كثير من الأحيان، وتفادي الجلوس معه أو مقابلته إلا في حالات نادرة.
رغم أنه لم يتضح لنا أسباب هذا الضيق الذي عند هذا الرجل، إلا أننا نستطيع أن نقول: أنت والوالدة تستطيعان أن ترتبا أنفسكم، بحيث لا يتسبب له في ضيق، ومعلوم أن أي رجل له أوقات خاصة مع زوجته، وبقية أوقات الزوجة تكون بعيدة عن زوجها، وهي والدتك، تريد أن تقترب منها، وتفوز بحنانها ورعايتها وتوجيهاتها.
حاول دائما أن ترتب برنامجك بحيث الوقت الذي يكون موجودا فيه أنت تشتغل بطلب علم، حضور محاضرات، الذهاب إلى المساجد، فعل خيرات، ليس من الضروري أن تصير طول الوقت الذي هو موجود فيه أن تكون في داخل البيت.
لذلك نحن نقول: الحل الأساسي هو تفادي فرص اللقاء وفرص الاحتكاك، تفادي أسباب هذا الضيق الذي يحصل عنده، الحرص على احترام ورعاية مشاعر الوالدة، اتخاذ أصدقاء صالحين، وشغل النفس بالمفيد، وبطاعة ربنا المجيد سبحانه وتعالى، فإن الإنسان إذا شغل بالطاعة والتلاوة وطلب العلم لن يجد وقتا ليجلس مع هذا الرجل ولا مع غيره.
هذا ما نرجوه لك من أجل أن تأمن لنفسك مستقبلا باهرا، ولا تعطي الأمور أكبر من حجمها.
إذا كنت -ولله الحمد- محبوب من الوالدة فلن تبالي بعد ذلك إذا تضايق منك أحد أو نحو ذلك، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يهدي الجميع إلى الخير، وأن يلهم هذا الرجل السداد والرشاد، وأرجو أن يدرك أن سعادة زوجته لا تكتمل إلا بالاحتفاء بأولادها أسوة بالنبي -صلى الله عليه وسلم- الذي كرم أبناء أم سلمة فتربوا بين يديه وفازوا بعطفه ورعايته، عليه صلاة الله وسلامه، وهو قدوة لكل من يتزوج امرأة لها أطفال ولها أبناء، حتى يعرف أن إكرام هؤلاء الأبناء هو إكرام لزوجته وإدخال السرور والسعادة عليها.
نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.